قلق محفوف بالمخاوف على مستقبل الوحدة الوطنية واليمنية معاً

> د. عمر حسين أحمد:

> طالعت في الصفحة الأخيرة من عدد «الأيام» ليوم الأربعاء 23 نوفمبرالجاري مقالاً بعنوان (الطبع غلب التطبع) باسم يحيى أحمد صالح ولم أفهم من الكاتب ومقالته أنه حاول إيصال رأي أو فكرة ما وإنما كان جلياً وواضحاً أنه يستهدف النيل من شخصية سياسية جنوبية بارزة وهذا بحد ذاته يحدد بأن الأخ يحيى هو من أبناء المحافظات الشمالية.. وردي هذا البسيط ليس الهدف منه الدفاع عن هذه الشخصية أو الشخصيات السياسية الجنوبية أو تحديد من أية جهة كان الكاتب، فهذان أمران لا يهمان الحقيقة ولا القراء ولكن الهدف من ردي هو مناقشة ما كتب وإظهار الحقيقة التي قد تكون بالنسبة للبعض مُرة.

أولاً إن الإخوة أبناء المحافظات الشمالية وساستهم يجب أن يقيموا تماثيل في ميادين العاصمة صنعاء لإخوتهم الساسة الجنوبيين لأنهم عشقوا وآمنوا بالوحدة اليمنية أكثر من نظرائهم الشماليين.. ولكن ومن المؤسف أنهم جميعاً أصبحوا بعد حرب صيف عام1994 خارج الملعب السياسي بل إنهم أصبحوا مشردين خارج الوطن.. بل إن الصف الثاني أو الثالث منهم ومن يشاركون في السلطة اليوم الكل يعرف أن لا حول ولا قوة لهم، وهم ليسوا بصناع قرار أو حتى في أحسن الأحوال مشاركين في صنعه.. إضافة إلى ذلك فتسريح وإحالة الكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية جار على قدم وساق وبوتيرة وهمة عالية.. وكل ذلك لا يشكل عامل استقرار سياسي لليمن، بل على العكس من ذلك يشكل عامل قلق محفوفاً بالمخاوف على مستقبل الوحدة الوطنية واليمنية معاً.. ومن أجل تجاوز هذه المخاوف والقلق فإن عودة هذه القيادات الجنوبية ومشاركتها مشاركة فاعلة تصبح ضرورة قصوى.. وليس كما تصور الأخ يحيى من خلال كلماته بأنه قادر على تجاور التاريخ النضالي الكبير لهذه الشخصيات الجنوبية ابتداء بأمثال الشيخ محمد بن فريد العولقي، وزير الأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية لاتحاد الجنوب العربي سابقاً والسلطان صالح بن حسين العوذلي، وزير الداخلية في اتحاد الجنوب ومروراً بالإخوة علي ناصر محمد وحيدر العطاس وعبدالله الاصنج وكل الساسة والعسكريين الجنوبيين السابقين واللاحقين - دون استثناء أحد منهم - والذين مازالوا موجودين في الخارج أو الموجودين في الداخل لكنهم مهمشون.

إن غياب الجانب الجنوبي في الساحة السياسية اليمنية أصبح واضحاً ليس لأبناء الجنوب فقط لكنه واضح وضوح الشمس في عز النهار للدول الشقيقة والصديقة وللمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، التي أخذت تعهداً من نائب رئيس الوزراء آنذاك المرحوم د. محمد سعيد العطار بعودة كل أبناء الجنوب كلٍ إلى عمله ووظيفته وهو ما لم يحد ث، بل حصل عكسه تماما إذ تم ويتم التخلص من بقية أبناء الجنوب في كافة مؤسسات الدولة السياسية والمدنية والعسكرية على السواء.

كلمة أخيرة أحب أن أقولها للاخ يحيى هي أن الكلمات والكتابات كتلك التي ظهرت في «الأيام» باسمه لا تخدم مصلحة اليمن العليا ولا الوحدة اليمنية، لكنها توسع الشرخ النفسي الذي تطور ليصبح شرخاً جلياً وواضحاً في التعاملات والعلاقات بين أبناء الشمال والجنوب بعد أن توحدوا وانتهت الفوارق والحدود فيما بينهم، وكل ذلك سببه الممارسات المجحفة بحق أبناء الجنوب.. وعيب عليه أن يمن على سياسي وهامة أو حتى مواطن جنوبي عادي كما فعل لأن الكل يعرف أن خير اليمن اليوم وما يتم صرفه على كل يمني وعلى كل مشروع وعلى كل جيب بحق وبغير حق مصدره ثروات الجنوب.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى