قمة يورميد تتعثر حول تعريف الارهاب

> برشلونة/اسبانيا «الأيام» ا.ف.ب :

>
رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو وبجانبة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو وبجانبة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
يبدو ان التوافق على مكافحة الهجرة غير الشرعية كان النجاح الوحيد امس الاثنين في اول قمة بين الاتحاد الاوروبي وشركائه العشرة في حوض المتوسط الذين لم يتوصلوا الى اصدار بيان مشترك بسبب خلافات بين العرب واسرائيل.

ولتبرير ابدال البيان المشترك باعلان رئاسي قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يشارك في رئاسة المؤتمر مع اسبانيا، "هناك الكلمات التي تريد اسرائيل استخدامها والكلمات التي تريدها فلسطين".

واضاف بلير "ان يوروميد لن تحل عملية السلام في الشرق، ليس في هذا المؤتمر في مجمل الاحوال".

وقال مصدر اوروبي امس الاثنين انه يمكن اعتبار الاعلان الرئاسي الصادر عن قمة يوروميد اعلانا مشتركا للدول الاربع والثلاثين باستثناء اسرائيل التي لم توافق سوى على اشارة عامة الى عملية السلام في الشرق الاوسط.

ويطالب البيان الرئاسي بايجاد "حل عادل وشامل ودائم ينسجم مع خارطة الطريق ويستند الى القرارات 242 و338 و1397 لمجلس الامن الدولي".

وطغى على هذه القمة الاولى في تاريخ الشراكة الاوروبية المتوسطية التي اطلقت في 1995 في برشلونة، ضعف مستوى التمثيل العربي والتشجنات بين العرب والدول الاوروبية.

وهذه التوترات تأججت بفعل تولي قيادة الاعمال من قبل الرئاسة البريطانية التي تعتبر متصلبة في نظر عدد من الوفود على ما ذكرت مصادر عدة.

وقد تعثرت القمة التي تطمح الى اعادة تحريك "عملية برشلونة" التي انطلقت في 1995، امام صياغة وثيقة تشير الى نبذ الارهاب "ايا تكن اسبابه" بينما تريد الدول العربية تخفيف هذه الصيغة لتأكيد شرعية مقاومة الاحتلال.

واظهر هفوة فنية حجم الخلافات. فقد بقي مذياع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو مفتوحا خطأ في بداية الجلسة العامة فسمع المشاركون حديثا يكشف عن مدى الصعوبة، دار بين ثاباتيرو ومستشاره كارلوس كاساخوانا.

وقال ثاباتيرو خلال هذا التبادل "لدينا مشكلة بشأن النصوص". فرد مستشاره قائلا "يجب التوصل الى شيء ما باي ثمن" مضيفا بالحاح "يجب ان تقوم بمسعى لدى توني بلير (رئيس الوزراء البريطاني) فهم على وشك الاستسلام".

وفي حديثه عن التعطيل الحاصل على صعيد ملف الارهاب اضاف كاساخوانا "الاسرائيليون متمسكون بموقفهم ويعارضون النص منذ ستة اشهر اما الاخرون فيقفون مطمئنين لانهم يقولون ان اسرائيل تتحمل المسؤولية".

كما ظهر التوتر الكامن في هذه القمة عندما حمل وزير جزائري على الطلبات الاوروبية لادخال اصلاحات في مقابل حصول دول جنوب المتوسط على مزيد من الاموال خلال قمة برشلونة.

وقال وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم مساء الاحد "من المهين ان يطلب منا الاوروبيون اصلاحات في مقابل حفنة من اليوروهات. ليحتفظوا باموالهم لاننا نريد اصلاحات في اطار السيادة".

اما مدونة السلوك لمكافحة الارهاب التي توافقت عليها الدول ال35 المشاركة في قمة يوروميد يوم امس، فتؤكد على ان "الارهاب لا يمكن ابدا تبريره". والوثيقة الاخرى التي حظيت بتوافق عام في القمة فهو "برنامج عمل" على مدى خمس سنوات يتضمن خصوصا مسالة تنظيم الهجرة، على ما اوضح بلير.

الى ذلك يؤكد اعلان الرؤساء "التزامهم تجاه تسوية عادلة ومنصفة للنزاع" الاسرائيلي الفلسطيني ولقيام "دولتين، اسرائيل وفلسطين" كما قال بلير.

ويبدو ان موضوع تنظيم الهجرة السرية الذي يعتبر التحدي المشترك لكل المنطقة،يشكل نقطة التوافق الرئيسية التي تمخضت عنها هذه القمة.

واعتبر المحلل المصري محمد صابرين ان اللقاء انتهى "بخيبة امل كبيرة لدى العرب".

لكن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا فسعى من جهته الى التخفيف من اهمية غياب غالبية رؤساء الدول والحكومات العربية عن هذا المؤتمر قائلا ان "المهم ليس المتحدث بل ما لديه ليقوله وما لدى الدول لتقوله".

وفي حين اتى جميع القادة الاووربيين تقريبا الى برشلونة -المستشارة الالمانية انغيلا مركيل قامت بزيارة لبضع ساعات الى برشلونة- وحدهما السلطة الفلسطينية وتركيا تمثلتا على اعلى مستوى عبر محمود عباس ورجب طيب اردوغان.

وبعد عشر سنوات على ابرامها "تغلبت الصعوبات السياسية الدولية الى حد كبير على الطموحات السياسة والاجتماعية للشراكة" الاوروبية بحسب دراسة نشرتها امس الاثنين مؤسسة روبرت شومان وهي مركز ابحاث حول اوروبا مقره باريس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى