عدن فاتنة شعراء الأغنية ومعشوقتهم

> «الأيام» صالح حنش:

> عدن.. هذه الفاتنة الجميلة، التي تغسل قدميها بمياه خليج حقات، وتسند ظهرها عند سفوح شمسان فاتحة ذراعيها شرقاً نحو (المطلع - ابين) ونحو (باب المندب) غربا لتحتضن كل أرجاء السعيدة، وتضم سائر ابنائها الى صدرها الدافئ الحنون وبلا تمييز.. هي التي شغف العشاق بها حباً وهياماً عبر العصور، وعلى مر الازمنة، وكانت لهم سكناً ومستقراً و(عدنوا) فيها منذ عصور بداية حياة المجتمعات البشرية حسب ما دلت عليه الدلائل والحقائق التاريخية وذلك لما حباها المولى الخالق سبحانه من سمات وخصائص متميزة في بيئتها الجغرافية والمناخية تفردت بها عن كثير من بقاع المعمورة القرية الكونية بلغة اليوم، وأضفت عليها ملامح جمالية، وكلها شكلت مقومات وعوامل للابداع في مجمل جوانب النشاط الحياتي الانساني المادي والروحي والفكري والثقافي الذي دلت عليه اليوم العديد من المعالم الاثرية والمخطوطات التاريخية الشاخصة، عكست مدى الارتباط الوثيق بين الجغرافية والانسان وتعبر عن صدق علاقة الحب بينهما.. ولعل ذلك يأتي تاكيداً لمقولة مأثورة هي «الجغرافيا تصنع التاريخ»، والتي كان يرددها كثيراً في حياته الاستاذ عبدالله محيرز، الباحث والمؤرخ المعروف وأحد عشاق عدن الحقيقيين، رحمة الله عليه. وكما حظيت عدن بذلك الحب في نفس ووجدان استاذنا العزيز عبدالله محيرز، الذي عبر عنه وجسده فيما بذله من جهود علمية بحثية في مجال تاريخ عدن وتراثها الثقافي والحضاري، كان كذلك سواه من عشاق هذه الفاتنة الساحرة، ومن بينهم شعراء الأغنية المعاصرة، ممن تربعوا على عرش الريادة في هذا المجال.. امثال الأمير الشاعر احمد فضل القمندان، في رائعته «تاج شمسان» والتي تبدو فيها عدن كما يصورها القمندان بهذه المكانة السامية الرفيعة في نفسه وكذلك أهلها، الذين لا يقلون مكانة وحباً عن المحروسة حوطة لحج، عنده، وحسبي أنني قد احسست مما نظمه القمندان شعراً غنائياً في «تاج شمسان» أنه عدني، لربما اكثر وأصدق من بعض الادعياء بالانتماء الى عدن بينما تتناقض افعالهم وسلوكياتهم تماماً مع ما يدعون ويزعمون.

وليس القمندان وحده من أبدع في التعبير عن هذا الحب لعدن ومكانتها، فقد جاء الشاعر الاديب الفنان لطفي امان برائعة غنائية لا تقل جمالاً، وروعة وصدقا في المشاعر عن سابقتها «تاج شمسان».. انها اغنية (صدفة) التي لحنها وغناها الموسيقار احمد قاسم.

إن هاتين الرائعتين وغيرهما العديد من الاعمال الغنائية الاخرى التي لا يتسع المجال لتناولها في هذه العجالة كنت اتمنى أن يضمنها الاستاذ العزيز الدكتور أحمد علي الهمداني في كتابه الصادر بعنوان «عدن في عيون الشعراء» كنماذج من شعر الاغنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى