أبين:أبجدية الروح وجدلية المكان..وتناقضات الزمان المثيرة

> مازن سالم صالح:

> كثيراً ما أسأل نفسي عن سر هذا الثراء النادر والمجد الغابر والتعثر العابر.. راجعاً بالذاكرة، إلى معطيات تاريخية وحقائق واقعية، لكن سرعان ما تتبدد جذوة التساؤل المشروع، أمام حاضر الخيبة.. حتى لتفقد التساؤلات مشروعيتها ومقوماتها في أبعادها الذاتية والموضوعية.

وفي حين تمضي مرويات الإخباريين وسير الأعلام والمؤرخين تقدمها في تواترها الفارط بتقادم السنين على أنها من أنقى البلاد هواءً وأعذبها ماءً وأطيبها اقامة.. يمتاز أهلها بشرف النفوس وعلو الهمة..

تلك قراءات في كتب تاريخية لازلت أسترجعها بين الحين والحين.. للمقارنة بين الماضي والحاضر.. ويستبد بي عمق تأثيرها ليس في مدلولاتها التاريخية وحسب بل حتى في المرويات الشفهية التي اكتسبت الصفة الأسطورية كميثلوجياجية تقترن بالواقعية.

أو ليس معلقة الوحي فيها.. أو نشيد الإلهام الروحي لها بأنها: «بلاد الحاس والحسحاس والظلم الشديد»

هو نشيد تاريخي مافتئنا ننكره ونقبله في تناقضاتنا المثيرة المعبرة عن واقع حياتنا.. في استباقاتها العجلى واندفاعاتها الأحلى.. على قواسمنا المرة بإيماننا المطلق لاعتناقها والذود عنها حتى كما في: «أبين ارطب ولْين».

هي أبجدية الروح التراتبية وجدلية المكان التاريخية وتناقضات الزمان العصرية. سيقولون لك دوماً:

في أبين القلب سالي *** والشرح في كل داره

نعم إنهم منشرحون ويشترحون والشرح سلاهم ورفيقهم الدائم في حلهم وترحالهم ولا فرق عندهم فيما اذا كان هذا الشرح بدويا أم ساحليا.. ولكن رقصتهم المشهورة هل مازالت تشرح..أم أن في الأمر ماهو بحاجة للشرح:

لكن بعضا منهم أيضاً يقولون:

وأنت مار بزنجبار

كان مفروضاً حصار

فلا ابتسام على الشفاه

أو من أين يأتي الابتسام بالله عليكم والحاس في النهار والحسحاس في الليل.

ولكن نسيت أن أسال: هل مازال يعتريهم شرف النفوس وتعلوهم الهمة؟

ولكنهم حتماً سيجيبون:

إنهم أهل الظلم الشديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى