قصة قصيرة بعنوان (حلــم)

> «الايام» أسماء المصري:

> كانت تمطر.. رذاذا .. تسير مطأطئة الرأس يقطر ثوبها الاسود بعد أن زادت زخات المطر.. قاومت العواصف الباردة.. وارتجاف أطرافها .. كانت تفكر حتى دخلت باب بيتها.. ابتلعها الدفء.. لا أحد .. لم يأت بعد..

اندست تحت الأغطية بعد أن نزعت البلل.. ارهفت السمع تنتظر وقع اقدامه.. دفء لذيذ.. يسافر الوقت.. لم يعد.. احتواها النوم..

لا تدري أهو حلم.. ام ذكريات الماضي.. تراءى لها زوجها يدخل غاضباً.. ملامحه متعبة.. ملابسه رثة.. وقف أمامها ممسكاً بصبي (أين كنت يا ابن الكلب) اخذ ينهال عليه بالضرب.. حاولت النهوض كان زوجها يضرب الصبي بعنف (لماذا لم تستأذني؟) كان الصبي يرتجف ألماً وهو ينظر الى زوج امه بعيون زائغة ..(الم اقل لك بأن لا تخرج) كان ينهال عليه ضرباً.. على وجهه.. اضلاعه.. يهرب الصبي.. يلحق به وهو يردد كلمات نابية.. يستجير بأمه .. يختبئ بين اضلعها، بين ثنايا الاغطية .. ينهال عليهما ركلاً وضرباً.. حاولت النطق.. ان تحمي ابنها.

سحب الاغطية .. كانت عارية.. الصبي يتشبث بجسمها.. كانت والصبي يبكيان رعباً..

خرج زوجها من الغرفة يسحب الاغطية.. يلعن كل شيء .. قال الصبي وهو يبكي (لا تبكي .. عندما اكبر لن ادعه يعيش معنا.. سنعيش بعيداً عنه .. إنه وحش.. ومكانه هناك بعيداً في الغابة..)

لا يعرفان كيف عاد.. لم يكن له وقع اقدام. فاجأهما صوته (من هو الوحش يا عبد العبود؟!) كثيراً ما يطلق عليه هذا النعت.. (أسأل أمك من يكون أبوك؟!)

شعر الصبي بلسانه ينسل إلى جوفه.. أخذ يضربهما بعنف.

كل شيء يهتز.. الأصوات تتضاعف..

ارتفع صوت المؤذن (الله اكبر.. الله أكبر..) فتحت عينيها وسط الدموع.. رددت ما يقوله المؤذن .. هي تحب ان تتبع المؤذن فيما يقول.

حيث صحت من نعاسها .. لا أحد حولها.. لم يعد زوجها بعد.. كان خداها مبللين بالدموع .. تسأل نفسها: من ذلك الصبي؟ هي لم ترزق بعد بطفل.

اكملت مع المؤذن ترديد الأذان.. تدعو الله أن يرزقها بطفل!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى