مع الأيــام..المؤتمر السابع وصفارة القطار

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
ها نحن نعود من جديد إلى حديث الإصلاح المطروح في الساحة اليمنية بقوة، نعود ونتحدث عنه بأمل أن يتحول الحديث الصاخب عنه إلى فعل نافذ وواقعي، إذ إننا تعودنا مع كل الدعوات السابقة والتلميحات الإصلاحية أن نسمع ضجيجاً صاخباً عند بروز بعض الأزمات أو حالات الركود السياسي، ثم سرعان ما يتبخر كل شيء ويسود الهدوء، وأظن أن الحديث عن الإصلاح وتطوير الوضع الديمقراطي في اليمن، وخصوصاً هذه المرة لن يسكت بسهولة ولن تتمكن السلطة من التهام هذه الدعوات ورميها عظاماً مثلما يقال، لم يعد الأمر ممكناً،بسبب أن النظام الحاكم والحزب الحاكم وكل منظومة السلطة هي المطالبة الآن بإحداث تغيير إصلاحي واسع النطاق والالتزام بالأقوال وكل ما أطلق من نوايا وإيحاءات ووعود، والمفهوم من هذا، أن عنصر الضغط الأجنبي، وخصوصاً الأمريكي يواصل دق رؤوس رجال الحكم باتجاه إحداث إصلاح وتطوير وفق رؤى يحسب لها هذا الضغط الأمريكي من نافذة مصالحه، وهناك عامل مهم وقوي وهو الضغط الداخلي والمحلي وما أفرزته كل التراكمات طوال فترة امتدت خمسة عشر عاماً من تجربة نظام سياسي وتغييرات دستورية ونجاحات وإخفاقات وأزمات وكل الحراك السياسي المنصرم.. وإلى أين نتجه؟

في عدن الأبية ينعقد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام - الحزب الحاكم- هذا الحزب الكبير الذي نجح في عدة دورات انتخابية بالفوز بالأغلبية ويسيّر الحكومة ويقدم البرنامج الخاص به في الحياة السياسية في اليمن، وهذا الحزب المؤتمر الشعبي العام، وهو يعقد مؤتمره السابع، يضم وجوهاً وقيادات ورموزاً وكفاءات سياسية كبيرة إذ يحمل عضوية الانتماء إليه أعداد من كادرات سياسية متنوعة المشارب وجاءت من الاشتغال بالسياسة ولها خبرات في الحكم والهيئات الإدارية والتنظيمات الأخرى، فقد ظهر المؤتمر الشعبي العام إلى الحياة السياسية قبل 22 مايو 1990 بسنوات طويلة - تقريباً 1981م- كند مواجه لقوة الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب اليمن آنذاك، وفعلياً بعد مباحثات الكويت بعد أحداث دامية على الحدود، وانضوت فيه عنذئذ قوى كثيرة منها التيارات الإسلامية والشيوعية والقومية وأحزاب وجماعات وشخصيات كانت تحت الأرض ثم برزت، وبعدئذ وخصوصاً بعد حرب صيف 1994م، تدافعت عناصر كثيرة من الحزب الاشتراكي وارتأت دخول المؤتمر الشعبي العام، وبهذا وجد هذا الحزب نفسه يضم داخله قوى وأفكاراً وآراء ثقيلة، ووجود الآخرين في المعارضة. إنه حزب مهيمن ولا يفضل إلا المزاج السياسي الذي يراه وترغب قيادته في فرضه. وإن علاقاته مع القوى السياسية اليمنية شبه معطلة وتنهض فقط في الأزمات مثل أحداث صعدة الأولى وما حدث، ثم معارك الكلام بعد إذاعة مبادرة المشترك، ولكن حزب المؤتمر الشعبي العام ينفي ويؤكد أنه بسعته هذه وانضواء قوى معتدلة واجتماعية وسياسية خبيرة وسطه منفتح على الجميع وأن الجفاء ليس من شيمه.

وأمام كل ما يراه المؤتمر الشعبي العام، وفي ظل التطورات الراهنة الإقليمية والعربية والدولية وما بين نداءات داخلية لإصلاح النظام وإعادة بناء البيت اليمني أو ترتيبه وعلى الخط الآخر أحاديث رئيس المؤتمر الشعبي العام فخامة الأخ علي عبدالله صالح، بأن الاتجاه للإصلاح السياسي حقيقي وقادم في اليمن، وما تسرب من أقاويل في حوارات مع الحزب الاشتراكي اليمني وبعض قيادات المؤتمر الشعبي، وكذا حزب التجمع اليمني للإصلاح، وما تردد أيضاً لدى الناصريين وقوى ورجال سياسة، من أن الرئيس قد أخذ على نفسه عهداً بإحداث تغييرات في النظام السياسي وهيئات الحكم وأنه لن يستأثر بكل شيء لا في داخل الحزب الحاكم وقيادته ولا على المستوى الخارجي وفي منظومة الحكم، هكذا يقول التوقع السياسي، ويثير مراقبون وجهة النظر التي تقول بأن الإصلاح الذي يقف أمامه انعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام في عدن، بكل قوامه وبحضور كبير وتحت أنوار كاشفة محلية ودولية، أن هذه الأفكار الإصلاحية ليست بالضرورة أن تكون خاضعة للضغط الخارجي، أو أنها صادرة بالارتباط بما يحدث في معظم دول المنطقة المجاورة أو الوطن العربي أو بالعلاقة مع العواصم الأوروبية ذات القرار، إذ إن داخل المؤتمر الشعبي العام ذاته تحقق تطوير كبير للأفكار، وأن نجاح هذا المؤتمر والخروج بقرارات ذات ارتباط بالحكم في البلاد وتوسيع النظرة وتحقيق متغيرات سياسية وتنظيمية وفكرية هي مكسب ليس لهذا الحزب الحاكم وحده، بل مؤشر لانفتاح العلاقة وأن أبواباً جديدة قد فتحت، فالحزب الحاكم يمسك بيده مصير البلاد ويقود مسيرتها منذ سنوات وإذا ما نجحت التوقعات المطروحة وتنبؤات المراقبين السياسيين فإن المؤتمر العام السابع للحزب الحاكم، حدث يقف على حدود الرؤية القادمة.

المؤتمر العام السابع، هو بكلمة مثلما يقولون، أن السفينة حان لها أن تسير مع رياح الأشرعة، وأن المثل القائل: حتى لا تأتي الرياح بما لا تشتهي هذه السفينة، لن يكون في أوراق هذا المؤتمر، والسبب أننا نحن البعيدين عن المحطة نسمع صفارة القطار المغادر بوضوح، فما بال هؤلاء الذين هم يشغلون مقاعد هذه المحطة وكل قطاراتها..إننا متفائلون مثل كل الوطنيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى