في الذكرى (83) لميلاده «أجراس الحرية » في ذكرى إدريس حنبلة

> «الأيام» محمد حمود احمد:

> يصادف العشرون من ديسمبر الجاري 2005م حلول الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الشاعر والمناضل الوطني والنقابي البارز إدريس أحمد حسن حنبلة، الذي نحتفي بميلاده أيضاً في نفس هذا الشهر كل عام، وقد حل ميلاده الثالث والثمانون في 7/12/2005م وسط ابتهاج واحتفاء مثقفينا بإنتاجه الشعري الوطني والوجداني. وفي هذا الصدد أعد مركز حنبلة للتوثيق ومجلس أمنائه - عملاً بوصية الشاعر الراحل - برنامجاً ضافياً للاحتفاء به حضر فعالياته عدد من المنتديات الأدبية، وكرس منتدى باهيصمي إحدى ندواته الأسبوعية للاحتفاء بإدريس حنبلة مناضلاً وشاعراً وطنياً.

لقد مثل شعر إدريس حنبلة جزءًا صميماً من نضاله الوطني السياسي والنقابي ومن دوره الاجتماعي، ولا يمكن الفصل بين شعره وبين الدور النضالي العام، وقراءة متأنية لكل دواوينه الصادرة خلال حياته وحتى صدور مجموعته الكاملة في ديسمبر 2004م من قبل وزارة الثقافة تؤكد هذه السمة للنتاج الشعري الأدبي للمناضل الشاعر إدريس حنبلة .

يقول أ. د. أحمد علي الهمداني وهو يقدم المجموعة الكاملة للشاعر حنبلة «قليل هم أولئك الشعراء الذين نستطيع أن نتصور حياتهم في أعمالهم، ونستطيع من خلال أعمالهم أن نتبين صورة واضحة للمجتمع الذي عاشوا فيه ونستطيع أن نتعرف على أهداف الشاعر ومبادئ حياته، ونحس أن جمهوراً بأكمله يتحرك من خلال شعره». ذلك هو الشاعر إدريس حنبلة. شاعر خاطب المستعمر علناً جهاراً، ومن خلف أسوار السجون التي دخلها في ظل الاحتلال الأجنبي، ودق أجراس الحرية ليسير شعبه في ركب النور والتحرر ويمضي في دروب الاستقلال والحرية والوحدة.

إن دراسة أعمال هذا الشاعر تلقي الضوء على حياته برمتها، وعلى تفاصيل دقيقة من نضال شعبه.

يقول محمد سعيد جرادة، أحد شعراء اليمن الكبار: «إن في شعر إدريس الوطني لمواقف سيحتاج إليها - بلا شك - من يؤرخ لتاريخ اليمن وخاصة في عهد الاستعمار الذي قاومه الشاعر إدريس بالقلم واللسان وعملية الاستنهاض والإثارة للروح الوطنية حين زج به في غياهب السجون مرات متعاقبة بلغت سنين عدداً».

فها هو إدريس يدق ناقوس الخطر وهو ينظر إلى (علم الاحتلال) ويحرص على الثورة:

لا تـقل هـذا عـلـم إنـه رمـز الظلـم

صُلبت فيه شعوب مُزج اللـون بـدم

فإذا الـروح أنــين وإذا الجـسمُ ألـم

ما تعودنا رضوخاً ما أشعناها «نعم»

وانتضينا كل حرف هادر من كـل فـم

سنثير الحرب رأياً عـارماً بين الأمـم

ونزيـل العار حتى ينمحي ذاك العلم

وها هو إدريس يخاطب سعد زغلول رمز النضال العربي في فترة من أهم فترات النهوض القومي التحرري في مصر والعالم العربي ويعلن الاقتداء بهذا القائد حتى تتحرر البلاد من الاستعمار قائلاً:

آن يا سعد لنا أن نقتدي

بك يا رمز الخلود الأبدي

أنت أيقظت ضميراً فاتراً

ثم أضحى ثائراً كالأسد

أنت نبتٌ مزهر في أرضنا

منك فازدانت جميع البلد

أنت للشرق زعيم مخلص

يا عظيم المجد (سعد) الأسعد

وإدراكاً منه بأن الشباب هم وقود كل ثورة عظيمة ها هو إدريس من خلال شعره يحرض الشباب من أجل الفداء والتضحية في الثورة من أجل الحرية ودك قلاع الظلم بعد ثورة فبراير 1948 قائلاً:

أيها الشبان هبّوا

ها هو الشعب ينادي

أيها الشبان لبّوا

والبسوا ثوب الجهاد

وانشدوا الحقّ مراراً

بصمود وعناد

شعلة الإيمان لا

ترضى بذل واضطهاد

ولقد تغنى إدريس حنبلة وغنى للثورة اليمنية المظفرة 26 سبتمبر عقب انتصارها وصمودها كما تغنى وناضل وحرض على الثورة ضد الاحتلال الأجنبي، ولم تكن القضية اليمنية في شعره مجزأة بل عبرت أشعاره عن وحدة القضية والأرض والتراب اليمني .. وهو في هذه الأبيات يحيي الثورة عند انطلاقها مخاطباً الشعب قائلاً:

فجّر شعورك زلزالاً وبركاناً

ودس على الظلم أشلاءً وجثمانا

ودوّها صيحة في الكون صاخبة

مات الطغاةُ وعاش الشعبُ سلطاناً

مات الذين أجاز الله لعنتهم

في محكم القول إنجيلاً وقُرآنا

تحطم القيد لا تخش الهوان فقد

وُلدت حُراً وصرت اليوم إنساناً

يا ثورة هبّ من جرائها (نقمٌ)

معانقاً صنوه المحبوب شمسانا

تحية من صميم القلب صادرة

للثائرين سمت أرواحهم شأنا

من خلدوا لتراث العرب مفخرة

تبقى مدى الدهر أجيالاً وأزمانا

ويرسم إدريس في شعره لوحة ناضرة لملحمة كفاح شعبنا عبر عقود طويلة، وتبهجه انتصاراته فيتغنى بها وينطلق مغرداً كطائر حر طليق في ربوع الوطن الموحد الذي عاصر فجر وحدته في 22 مايو 1990م .

ورحل في العشرين من ديسمبر 1991م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى