المحـطة الأخــيرة..مدوا لنا (كُمبل) وتحته بئر محفورة

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
هل يستطيع البرلمانيون وقف وتأجيل كل الملفات الخاصة «بالنفط» و«الذهب» و«الغاز» وشق الطرقات وإنارة المدن وقضايا الآثار والتراث والاحتفالات، والتفرغ والوقوف بحزم وإنسانية عند ملف «الخبز»؟ تحقيقاً لقول الآية الكريمة {ولا تبخسوا الناس أشياءهم}

وهل تستطيع هذه العقول المنبثقة من وسط أزقتنا وحاراتنا وشوارعنا ومدننا وقرانا الوقوف عند هذه القضية لمدة أسبوع أو شهر أو حتى سنة امتثالاً لقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه : «خير الناس أنفعهم للناس»؟

هل من بعض العقول البرلمانية تقوم بجمع عينات عديدة من شتى مرافق ومؤسسات الوطن، وذلك لوضع مقارنات فاعلة والتعرف على القيمة الحقيقية التي أضافتها استراتيجية الأجور؟

لعمري أن ما جلبته الرياح التهمته الزوابع، وأصبحت المعادلة الأجورية التي كان ينتظرها الناس بفارغ الصبر، كنفق مظلم طويل وطويل لا خير فيها ولا رجاء مطلقاً.

فبحسب البيان والعقل والمنطق والقلم والمسطرة والحساب والهندسة، وعند وضع وتحليل كل تلك المعادلات المنبثقة من رحم الاستراتيجية الثائرة، ستجد نفسك أيها «المتهيكل» لم تعد تقف عند النقطة الصفرية المعيشية السابقة، لكنك تخلفت وتراجعت سلباً إلى ما دون الصفر، ولا حول ولا قوة الا بالله.

إذن لماذا جاءت الاستراتيجية؟ ولمن جاءت؟ وما هي قيمتها، وأين هي إن كان لها قيمة؟

إن ما أثبته البيان واللسان والبرهان وكشوفات اللجان، وبعد أن أطلقنا للبصر والبصيرة كل العنان، يفاجأ البسطاء من الناس أن الاستراتيجية لم تحقق سوى مصادرة ما تبقى من حسان، وكل هذا الهدف منه الاستخفاف بعقول الناس ناهيك عن أن هذا العمل بعيد عن أخلاقيات البر والإحسان، ويحقق ويضيء مقولة: «مصائب قوم عند قوم فوائد».

اليوم حالة إحباط واسعة تطال كل الشرائح الوظيفية، وفوضى هيكلية تسحق كل الأعناق، الجامعي والثانوي والفني والأمي وصاحب الخدمة الطويلة والمتقاعد.. فلم يعد يرى المرء سوى الإطاحة بالمؤهل أو هدر الخدمات أو ضياع الحقوق المكتسبة أو إهمال الكادر الفني والحرفي وأصبح الكل في فلك «هيكل الفرج» ضائقين.

كان الناس وبفعل عفويتهم يعتقدون أنهم على وشك معانقة الفرح لكن ما أدراك ما هو الفرح القادم إلى البيت اليمني؟ سراب وحيل واستخفاف بالبسطاء.

كانوا يحلمون بدخل إضافي «محترم أو حتى غير محترم» أملاً في تحقيق لوعة الحنين لموائد محترمة غنية بالبروتينات.

كان للآباء والأمهات والشبان والشابات طموحات يضيئون بها كهوفهم الخشبية المظلمة .. لكن كلها تاهت وسط سياسة لا تعشق الصراط المستقيم.

بعد هذا... ما رأي العقول البرلمانية؟ هل ستكون أكثر نفعاً للناس؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى