كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> الرجال مواقف ..وموقف الرجل الشهم (أحمد بن فريد الصريمة) حيال قضية الطالب (ذويزن محمد علي عزعزي) يستحق التقدير والاحترام .. قصة الطالب (ذويزن) معروفة ولا تحتاج إلى سردها مرة أخرى ..فقد نشرتها صحيفة «الأيام» بتفاصيلها .. وكانت مبادرة الرجل النبيل (أحمد الصريمة) شجاعة وكريمة ..عندما أبدى استعداده للصرف على دراسة (ذويزن) في بريطانيا أو كندا.

< وكانت كلمات (أحمد بن فريد الصريمة) صادقة ونابعة من القلب عندما خاطب (ذويزن) ..«يا عزيزي لا تيأس ولا تقنط ..وانظر إلى السماء وخالقها مسيّر النجوم والكواكب .. ورازق الجن والإنس على الأرض وفي السماء وفي أعماق البحار ..وتقبل مني ما يشفي غليلك وما يعيد إليك البسمة.. وما يرفع عن والدك العجوز الهم والغم.. أهديك المبلغ المطلوب 25.000 دولار للسنة الدراسية الأولى ..وسوف أقوم بتسديد المبلغ نفسه سنوياً حتى تكمل دراستك في بريطانيا أو كندا .. لتأتي عالماً في موضوعك المختار ..علم الجينات الوراثية البشرية ..لتفيدنا بعد تخرجك عن خصائص وجينات بني البشر ..بارك الله (ذويزن) وزاده نبوغاً وجنّبه الأوباش».

< إننا لا نعرف من مواقف الرجل إلا قليلاً ..وقد تكون للرجل مواقف كثيرة ولكن لا نعرفها نحن ولكن يعرفها الآخرون ..ويكفي أننا عرفنا هذا الموقف الكريم أو هذا الجانب من (الصريمة) ..وقد ترك أثراً عميقاً في نفوسنا ونفوس كل الناس المحبين للخير في الحياة ..ويكفي أيضاً أن الرجل أحسّ بشعور من (الحزن والضيق والكآبة لما آل إليه حال الضعفاء والفقراء والمعدمين في الأرض).. وطلب تشكيل جمعية خيرية تشرف على (صندوق البليون دولار) لمساعدة الفقراء والمحتاجين والطلبة اليتامى ..وتبرع بمليون دولار أمريكي يصرف بعد تكوين الجمعية من أهل الخير والصلاح والعلماء الأجلاء والتجار والمثقفين المعروفين بأمانتهم ونزاهتهم.

< ومن الغريب أن موقف الدولة كان سلبياً في قضية الطالب (ذويزن).. ولا ندري لماذا تراجعت عن مساعدته وخذلته بالرغم أنها وعدت بذلك .. وكأنها أرادت أن تبدو بأنها لا تعرف شيئاً عن قضيته ..ولا تحاول أن تعرف ..وتريد أن تبقى في حالة عدم معرفة ..أو عدم رغبة في المعرفة .. وليس عندها أي سبب لذلك ..غير أن المشاكل عندها ربما كثيرة ..وأنها ليس عندها متسع من الوقت لحل قضيته..لأنها قضية مستعصية ..وبدلاً من أن تحل مشكلته ..ضاعفت آلامه وأحزانه ..وجعلته يشعر بالضياع والهم والغم والعذاب النفسي.

< ولكن (ذويزن) كان عنده إحساس غريب يقول له إن الله معه .. وهذا الإحساس هو الذي جعله ينتظر الفرج بصبر عجيب..كان إيمانه بالله عظيماً ..وكان يثق بأن الله لن يتخلّى عنه ..وسوف يقف بجواره ..ويمد إليه يده في محنته ..ومادام الله معه ..فإن من واجبه أن يطمئن ..ولذلك عاش مطمئناً ..وكان قلبه يدق ويدق موحياً إليه بأن الفرج قادم لا محالة ..وفجأة بعث الله برجل الخير والشهامة والمروءة (أحمد بن فريد الصريمة) ليأخذ بيده ..ويخرجه من محنته .. ويقول له :«لا تيأس من رحمة الله» .. وأن الدنيا بخير ..والرجال الطيبون كثيرون في هذه الدنيا ..وأنهم ربما يفعلون الخير سراً ..ولا يحبون أن يعلنوا ذلك على الناس.

< بقي علينا أن نعبّر عن شكرنا وتقديرنا لهذا الرجل ..وأننا لن ننسى رجلاً وقف إلى جانب طالب فقير .. وجزى الله (الصريمة) خيراً عنا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى