سأتوب عن الفساد ولكن ليس الآن

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
الآن أنا مشغول، حصلت على البقعة الأخيرة سوف أبني مجمعاً تجارياً وعمارة كبيرة وأؤسس شركة وأكمل بناء فلل الأولاد من زوجاتي الثلاث حيث ستكون الرابعة السكرتيرة، وأستلم كل نصيبي من العُمولات في الاتفاقيات، بعد ذلك سوف أذهب إلى الحج والعمرة وأتوب عن الفساد بل إنني سأوهب نفسي لمحاربة الفساد وألبس ثوب الناسك وعمامة صاحب الفضيلة.

هذا ما يقوله لسان حال بعض الفاسدين وقد يظن العامة أن الفاسد هو ذلك الموظف الذي يُعرقل مصلحة المواطن للحصول على قات يومه، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الفاسدين ليسوا موظفين عاديين وليسوا مزارعين ولا عمال بلدية ولا حتى موظفي النظافة، بل إنهم غالباً ما تكون أعمالهم تتعلق بالمناقصات والاتفاقيات والبنية التحتية وكذلك الذين يجيدون فن العوم في مكاتب الأراضي والتهريب بكافة أنواعه من حبة الدواء إلى السيارة، وهناك الكثيرون ممن يتخفون تحت الشعارات الرّنانة ولو كان للفاسدين أذناب تميزهم عن بقية البشر لعجز الناس عن المشي في الشوارع ولم يعد يخفى على أحد أن الفاسدين قد زاد عددهم وزاد جبروتهم ولم تعد هناك صعوبة في معرفة الفاسد، وذلك من خلال الرجوع إلى سيرته الذاتية ..كيف كان بالأمس وما هو عليه اليوم ويسأل سؤالاً بسيطاً من أين لك هذا؟ وماذا قدّمت لهذا البلد حتى تحصل على كل هذا؟ وحينها سيعرف الناس كيف حصل هؤلاء على الثروة.

وفي عالم الثراء يعرف الناس كيف حصل الأثرياء على ثرواتهم ..ابتداء من (اوناسيس) صاحب خطوط الملاحة العالمية السابق، مروراً (بعدنان خاشقجي) وسيط الأسلحة العالمية و(جورج سورى) ملك البورصة وانتهاء بـ(بيل جيت) صاحب برمجيات الكمبيوتر (ميكروسوفت) وكيف حصل هذا الأخير على ملياراته ويعرف الناس أنه يقدم مئات الملايين للفقراء ومرضى الإيدز، إضافة إلى ذلك فهو يدفع الضرائب كاملة لحكومته.

لكن لا أحد يعرف كيف حصل الأثرياء في اليمن على الثروة بين يوم وليلة، والغالبية لا يدفعون الضرائب وها هم الناس يطلبون تفسير للغز المحير ويطلبون المساعدة والخلاص من كابوس الفساد، وهذا لن يتم بعصا سحرية ولم يعد سهلاً بل إن مهمة من يريد أن يفعل ذلك أشبه بالذي يمتطي عُقاباً لمطاردة حوت في أعالي البحار لكن الأمل لازال موجوداً وأمل الملايين اليوم معقود على الخالق الذي أوجد كل شيء، ثم على ولي الأمر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي حصد حبَّ شعبه والذي وحَّد هذه البلاد وكبُرت في عهده وهو القادر بعون الله مع الشرفاء على إيقاف زحف الفساد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى