سؤال مهم يفتقد الإجابة

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
كنت حاضراً في لقاء لأحد المستشارين الأجانب وفي مواجهة مباشرة مع قيادي كبير يقف كالعمود على رأس مرفق حيوي ومهم جداً في عدن.. سأل المستشار القيادي الكبير: إذا توسعتم.. ووجدتم ضرورة لنقل جزء من عملكم الذي نما وكبر إلى مساحة أكبر فأين يا ترى هذه المساحة التي ستحتاجون لها بفعل تحسن وتطور عملكم؟ احتار صاحبنا المسؤول الطويل وذهب يفتش في الأوراق داخل الملفات الكثيرة في مكتبه.. بل واتجه نحو الجدران باحثاً في الصور الموزعة على كل شبر من مساحة جدران مكتبه!.. فلا أنقذته الأوراق الكثيرة والملفات المركونة هنا وهنا .. ولا حتى الصور المعلقة بحبال المشانق التي هي الأخرى قد أكل الدهر عليها وشرب!.. سؤال لا يمكن لأحد الإجابة عنه.. فهذا هو الوضع المتردي لكل مرافق ومؤسسات الدولة في عدن.طبعاً نحن نحلم بمسألة التوسع وإن كان ذلك حلماً بعيد المنال.. والتطور والتحسن في أداء مرافق ومؤسسات الدولة في غياهب المجهول! لكن لأن الخبير أو المستشار أجنبي ومن تلك الدولة التي تعرف كل شيء عن عدن فإن سؤاله كان مبنيا على أساس ما هو عندهم كناس حضاريين، ينظرون إلى المستقبل بنفس نظرتهم إلى حاضرهم فليسوا كالجراد الذي يلتهم كل ما يقف أمامه أكان ذلك أخضر أم يابساً!! وأصحابنا و(إخواننا بالفرض والقوة) مثل الجراد لا يهمهم من أمر المستقبل شيء.. طالما وهناك مساحة بحجم علبة الكبريت فلا مانع من تشييد عمارة عليها خمسة، سبعة، عشرة طوابق.. وكأنها (خوزرانة) منصوبة بلا تهوية ولا نوافذ ولا مداخل أو مخارج داخل العمارة! لا أحد يعمل أي حساب لبكرة.. للغد القادم أو لأي طارئ أو حادث لا يحسب حسابه لعل ضربة الحظ والصدف تعمل عملها فتخلق ضرورة للتوسع.. فأين يمكن لهم التوسع وقد شغل الرجال/ الجراد كل المساحات في البر والبحر والجبال ولم يرحموا المساحات التي لا تزيد عن مساحة علبة الكبريت؟!

في ذلك اللقاء تدخلت.. وأنا أكره أن أحشر نفسي في مثل هذه المواقف.. بس لأن المستشار أجنبي ومن الدولة التي تعرف كل صغيرة وكبيرة في عدن فقلت له HOW THIS WILL COME? بمعنى.. كيف سيحدث ذلك؟! أي انني حولت سؤاله إلى سؤال له لكي أخارج صاحبي المدير الذي بطول النخلة والذي (غرّز) في محاولته للاجابة عن سؤال يصعب الإجابة عنه! المهم المستشار (الذي كان ذات يوم سفيراً لبلاده في اليمن) ظل يشرح لي وللمدير فكرته وأنا وصاحبي نسمع في حسرة تامة.. وعرفنا أننا في دولة تمارس علينا كل أساليب التجهيل والتغييب.. حتى عندما تناقش الدولة أمور مرفق تابع لها تستبعد رئيس ذلك المرفق.

فكيف سيتمكن هذا المدير من الإجابة عن أي سؤال يوجه له حول مرفقه.. اذا كانت دولته تقصيه وتبعده عن كل ما يخص مرفقه.. ويقولون له خليك في البيت.. بس هذه المرة ومع هذا المسؤول اختلف أسلوب دولتنا الموحدة مع هذا الكادر العدني.. قالوا له.. خليك في اجازة؟!

ملحق: APPENDIX
التركين: بدأ مشوار التركين للكوادر العدنية بأسلوب (خليك في البيت).. ثم تطور أسلوب التركين إلى أعلى باستحداث طرق جديدة تحت مسمى جديد وهو (خليك في الإجازة).. واستكمل مشوار التركين لأعلى درجة وصل إليها هذه الأيام بتحويل أفضل الكوادر المؤهلة وذات الكفاءة العالية إلى التقاعد.. بأسلوب (خليك في المعاش)! وكأن اليمن لم تعد بحاجة لهذه الكوادر والكفاءات، فهل يعقل أن يحال المهندس عبدالرحمن البصري والأستاذ عبدالقادر عبداللطيف والمهندس بدر ناجي والمهندس أحمد عبدالواسع وغيرهم إلى المعاش وهم في قمة عطائهم وإبداعهم .. عجب.. ولا عجب.. فأنت في اليمن العجيب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى