قد تسمع الجعجعة..ولا ترى طحينا

> د. منصور جميع عوض:

>
د. منصور جميع عوض
د. منصور جميع عوض
عجبت لأقوام يصنعون المشكلة مختارين ويمارسون خيوطها بعناد وإصرار، حتى اذا أصبحت الممارسة سلوكاً يصعب قلعه.. شكوا مغبة ومشقة ذلك السلوك الذي يصير كالقدر المحتوم لا فكاك منه. والغريب في الأمر أن الصحوة للإقلاع تتم في مهرجانات خطابية.. وانذارات شديدة اللهجة، ولكن بعضها مثل رعد وبرق العنيبرات.. دون سقوط المطر.. ريح بدل الرياح.

كان الخلفاء أو ولاتهم بمن فيهم الحجاج يطلبون نصائح العلماء وأهل الصلاح، وكانت الموعظة توقظ فيهم حس فعل الخير وترك شرور النفوس.. ويبكون لتأثير النصائح ويطلبون المزيد .. وقلّ منهم من كان يلوي عنق الحقيقة، ويكره قول الحق، فيرغب عن المراجعة (المناقشة) ويرى أن يخضع محدثه بالقول ذليلاً، خاضعاً، يطيع بدون نقاش وينفذ ويرتعد! ومن أمثال هولاء العتاولة الجحاجيج اليوم كثير، واذا عرف السبب بطل العجب! والتمارض يخلق المرض، ومن شب على شيء شاب عليه.. ولأن الشر يكسب جولات البداية .. وينتصر الخير في النهاية فإن ثقافة الفيد والكبر طبق المسلسلات الضالة، وتعظيم الفساد بترك الحبل على الغارب، استمرأ أديب رواسب العقد، وأطلق لنفسه العنان وعاث فساداً دون خجل أو وازع من ضمير.

بعض الخطابات الإصلاحية وآخر ما تمخض عنها من معالجات كاستراتيجية الأجور وردود أفعال الارتجالات التي عملت صدى كصدى طبل النحاس في كهف الغارة ترتج لصوته بطون الأوتاد ليخلق الرعب والخوف من المجهول! جن شلتكم كلكم (الشر يعم).

وبرامج الإصلاح الثلاثة مازالت تفك عقداً حبكناها بأيدينا، و«من ربط حبل في رجله لقي من يجره» بحسب المقولة الشعبية.. ورغم العزم والإخلاص إلا أن البسم عند الرأس! وقبل تشليح أحد سقوف شبكة الأمان والعجز عن التخفيف من الفقر لسوء تزويع ثروة المجتمع قدمنا على خطوة من أصعب خطوات الإصلاح.. محاربة الفساد.. والمطبخ السياسي حدد الأداة ومازال يعد الآلية لقلع المفسدين، علماً أن الأمر ليس بالهين إلا اذا ما وظفت هذه الخطوة كسابقاتها من السياسات واجراءات الإصلاحات الإدارية والمالية بسبق الترصد.. وحرف المتنفذون بقصد هذه الإجراءات للكسب، وتصفية الحسابات عندما صار حاميها حراميها فاختلت الموازين.

هذه صراحة لا تعجب (شواعة) لعبة الساري وهي لعبة شعبية، والقرطع - القرطب- (في الرباتة) معرض لحركة سريعة قد تؤدي لهزيمة جناح الدفاع في اللعبة بجولة خاطفة لتستأنف لعبة جديدة دواليك حتى يختفي (القماري) وينتظر عشاق لعبة (الهجة) ليلة بدر ومنتصف شهر لمعاقرة اللعبة في (زمان) الفتوة والجدعنة.

والتظاهر بالقوة ..(ويا مقرزع شل بوه وارزع) المقولة مصارعة عجول وليست مصارعة عقول!! والشر لبوه محذاف، وإن كان شعبنا الطيب والأبي والسموح دائم التفاؤل، لكن ويد الله مع الجماعة ..ربط القول بالعمل ، وهذا هو مربط الفرس، وتفعيل الإجراءات الجدية والصارمة والشاملة في محاربة الفساد ستلحق بالمتضررين من الإصلاحات الضربات الماحقة وستتصدى لكافة أشكال ردود الأفعال، لأن الفعلة المستهترة بالقيم والقوانين ستصحو وستزيدها الإصلاحات عتوا ونفورا، وذلك من خلال اقدام أصحابها على تحدي القوانين والقرارات وممارسة الفساد بكل علنية وجرأة، الا أن باب التوبة مفتوح قبل أن يأتي اليقين وتقرقر النفس الأمارة بالسوء إلا من رحم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى