مشروع للوطن

> علي الكثيري:

>
علي الكثيري
علي الكثيري
ثمة تفرد نوعي ملموس لمضامين مشروع حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) للإصلاح الوطني الشامل، مقارنة بمضامين المشاريع الإصلاحية المطروحة على الساحة السياسية اليمنية، وهو أمر تجليه وتبرزه القراءة الدقيقة والأمينة والمنصفة لمضامين ذلك المشروع وغيره من المشاريع الوطنية المعلنة.

لا أقول قولي هذا بوازع من شرف انتمائي لهذا الحزب الرائد، بل أقول ذلك بالانطلاق من جملة الطروحات الجريئة والجديدة والمايزة التي انطوي عليها المشروع الرابطي، ومن القراءة الموضوعية الواعية التي ارتكز عليها في تحليله لمجمل جوانب الحالة الوطنية المأزومة في اضطرامها التاريخي ومنابعها وجذورها وتجلياتها، فضلاً عما اتسم به المشروع من شمول وتكامل وابتعاد عن (العموميات) و(السطحية) والركون إلى التشخيص التوصيفي دون الاقتدار على تقديم البدائل والآليات التنفيذية لمصفوفة الإصلاحات المطلوبة والمرغوبة، إذ إن مشروع هذا الحزب تضمن دون غيره آليات تنفيذية جريئة في جدتها وفي فاعليتها واقتدارها على إحداث التغيير الوطني الحقيقي والجدي، وهو طرح جسور وصائب وغير مسبوق، ذلك أن المشاريع الإصلاحية الأخرى اتجهت لإسناد عملية تنفيذ مصفوفة الإصلاحات، إلى ما هو سائد وقائم من آليات وهياكل تؤكد الوقائع عقمها وفسادها وانعدام فاعليتها، وذاك توجه خاطئ لا تضاهيه إلا خطيئة تجاهل حقيقة أن الإصلاحات الفعلية لا تتأسس إلا على إصلاح منظومة الحكم والقرار.

يبقى أن نقول إن المشروع الرابطي لم يقدم حلولاً لمظاهر الأزمة الوطنية وتجلياتها، بل وضع معالجات جذرية لمنابع الأزمة ومخصباتها، وذلك من خلال منظومة متكاملة للإصلاحات الوطنية الشاملة، وعلى نحو يلبي مجمل الحاجات والضرورات، ويحقق الجاهزية الوطنية للانطلاق النهضوي الفاعل، بما يؤهله- المشروع- لأن يكون مشروعاً للوطن كله، الأمر الذي يوجب على مختلف أطراف المنظومة السياسية اليمنية، وكافة الفعاليات المدنية، الانسلاخ عن المكابرة والعناد والحسابات السياسية الضيقة، باتجاه الاحتشاد في مضمار تفعيل هذا المشروع وتجسيده واقعياً، انتصاراً للبلاد وحاجات العباد، ولجماً لسعير التأزم والتشظي والإفساد، وكبحاً لجماح المصير الكارثي الذي يحدق بالجميع .. والله الموفق من قبل ومن بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى