ازمة الهجرة غير الشرعية تنفجر في وجه اوروبا

> مدريد «الأيام» ماري نويل فالس :

>
ازمة الهجرة غير الشرعية تنفجر في وجه اوروبا
ازمة الهجرة غير الشرعية تنفجر في وجه اوروبا
انفجرت في وجه اوروبا خلال 2005 ازمة الهجرة غير الشرعية وما واكبها من مأساة انسانية في مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين بشمال المغرب والجدل الحاد داخل الاتحاد الاوروبي حول سبل مواجهتها.

وبين ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر، اثارت صور الاف المهاجرين الافارقة في محيط المدينتين الاسبانيتين اللتين تشكلان اولى الاراضي الاوروبية شمال المغرب،من قطع ثياب ملطخة بالدم عالقة بالاسلاك الشائكة والسلالم مصنوعة من اغصان الاشجار ورجال ونساء مكبلين في حافلات متوجهة الصحراء، صدمة.

وفي محاولة لتفهم اسباب هذا الهجوم الهائل للمهاجرين على سبتة ومليلية، توقعت السلطات المغربية والاسبانية ان تعود الى اسباب جفاف سبب مجاعة في البلدان الواقعة جنوب الصحراء ونجاح استراتيجية مكافحة الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر.

بذلك يكون المهاجرون اليائسون من عبور مضيق جبل طارق او التوجه الى جزر الكناري بالزوارق بسبب الانتشار الامني، تحولوا باعداد هائلة الى المدينتين الاسبانيتين اللتين لم تكونا محصنتين بما فيه الكفاية معتقدين ان مجرد عبور سياج الاسلاك الشائكة يكفي لدخول مجال شينغن الاوروبي.

لكن جهات اخرى في اسبانيا واوروبا اتهمت الحكومة الاشتراكية الاسبانية بانها استدرجت المهاجرين باضفائها في الربيع الماضي الشرعية على اوضاع اكثر من 600 الف عامل اجنبي.

وقبل اندلاع ازمة سبتة ومليلية اخذت المانيا وهولندا على اسبانيا اتخاذ هذا القرار بدون مشاورة شركائها الاوروبيين.

كما انتقدت فرنسا ايطاليا لانها قامت ايضا بتسوية اوضاع عدد كبير من المهاجرين (700 الف) خلال 2002 حتى ان وزير الداخلية الفرنسي نيكولا سركوزي اتهم مدريد وروما باستدراج المهاجرين الى اوروبا.

كذلك كانت الطريقة التي تصدى بها المغرب لموجة المهاجرين في سبتة ومليلية -- لا سيما ترحيلهم في قوافل كبيرة من الحافلات الى الصحراء -- محرجة لحكومة خوسيه لويس ثاباتيرو لا سيما عندما اثارت المنظمات غير الحكومية وعلى راسها اطباء بلا حدود هذه الفضيحة.

وانتقدت منظمة العفو الدولية "الاتحاد الاوروبي لان ضغطه على الدول التي دفعها الى فرض مراقبة منتظمة على الهجرة تسبب في تجاوزات جديدة". واعتبرت ان "احترامه للاتزاماته الدولية يتراجع تدريجيا في رده" على الهجرة غير الشرعية.

وسرعت ازمة مدينتي سبتة ومليلية التي قتل خلالها احد عشر مهاجرا على الاقل بالرصاص خلال عمليات تسلل جماعية ليلية، من سعي مدريد التي ايدتها باريس، الى البحث في هذه الظاهرة على المستوى الاوروبي.

واتفق الجميع خلال القمة الاوروبية في نهاية تشرين الاول/اكتوبر في هامبتن كورت على امرين ضروريين لمواجهة ظاهرة الهجرة بشكل دائم، هما انه لا يمكن لدول المغرب العربي ان تضطلع وحدها بدور خفر حدود اوروبا والثاني ضرورة المساعدة على تنمية افريقيا.

وخلال القمة الاوروبية المتوسطية التي عقدت في برشلونه في تشرين الثاني/نوفمبر استخدم الاوروبيون عبارات قوية بدون الاشارة الى الجانب المالي، معبرين عن التزامهم "ادارة ظاهرة الهجرة بشكل انساني" و"تقديم المساعدة للدول الاصلية ودول العبور".

وتتمثل المرحلة السابقة في مؤتمر اوروبي افريقي حول الهجرة يفترض ان يعقد مبدئيا خلال الربيع في المغرب.

وفي الاثناء دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك مطلع كانون الاول/ديسمبر خلال قمة فرنسا والدول الافريقية الى مضاعفة المساعدة الدولية للتنمية في القارة السوداء التي يعيش فيها 320 مليون نسمة باقل من دولار في اليوم.

وفي انتظار نتائج المساعدة للتنمية ينسق الاوروبيون سياساتهم للتصدي لهذه الظاهرة.

فمنذ تموز/يوليو ضاعفت دول مجموعة الخمس (المانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا) عدد الرحلات الجوية الجماعية لترحيل عشرات المهاجرين غير الشرعيين الى افريقيا واوروبا الشرقية او افغانستان والعراق. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى