التواهي.. مدينة تغتسل بمياه البحر كل صباح

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
التواهي
التواهي
التواهي .. هذه المدينة التي تغتسل بمياة البحر كل صباح لتصحو زاهية خالية من مخلفات اليوم الأول التى تتركها الطبيعة عندما يعبر يوم من أيامها، ليستريح على شواطئها وجبالها، هذه المدينة التي تم اختيارها لتكون واجهة لمدينة عدن الحبيبة والتي كانت في يوم من الأيام عاصمة لمدينة عدن والمدخل الرئيسي للميناء والسياحة، مدينة ميَّزها الله بشواطئ و طبيعة جبلية ، ومن هذه المدينة تنطلق كل يوم من مكتب أشغالها مجموعة من الأيادي البيضاء لتغسل المدينة، ليس من مخلفات الطبيعة ولكن من مخلفات أيادى البشر العابثين والمخالفين .

وفيها يقوم قسم صحة البيئة بالمتابعة المستمرة للقضاء على كل ما يعكر صفو وجمال ونظافة المدينة من خلال حملاتها المستمرة.. «الأيام» نزلت في جوله استطلاعية لرصد عملية مكافحة المواد التالفة و الكلاب الضالة، والتقت بالأخ مأمون عبده سعيد، رئيس قسم صحة البيئة بمديرية التواهي، لمعرفة المهام التي يؤديها القسم .. فقال : يشمل عمل قسم صحة البيئة مديرية التواهي ومنطقة القلوعة التابعة لها، حيت نقوم بالنزول الدوري إلى جميع المحلات التجارية والبقالات من أجل البحث والتفتيش عن المواد التالفة، وكذا النزول إلى المطاعم والمشارب المخالفة للشروط الصحية.. وعن الاجراءات المتخذة في حالة ضبط مواد تالفة في المحلات يقول: يتم ضبطها وسحب أي بضاعة تالفة سواء بانتهاء الصلاحية أو بسبب سوء الخزن ويتم إعطاء صاحب البقالة إشعارا بعدم التكرارإضافة إلى تغريمه مالياً، كما نقوم بالنزول إلى المطاعم لسحب الأواني غير الصالحة للاستخدام البشري مثل الأواني المكسرة والبلاستيكية بالإضافة إلى إلزام أصحاب المطاعم بارتداء عمالهم للزي الرسمي الموحد لجميع المطاعم، ويضيف هناك حملات صباحية ولليلية إضافة إلى متابعة المواد التالفة . كما نقوم بحملة ضد الكلاب الضالة حيت تبدأ الحملات الليلية بعد منتصف الليل وتستهدف الكلاب الضالة التي تبدأ نشاطها في هذا الوقت .

وعن طرق مكافحة الكلاب يقول : نضع السم لها في الطعام أثناء الليل وفي الصباح نقوم بجمع الكلاب المُبادة ونرفع تقريرا بذلك إلى مدير المكتب .

وعن مصير المواد التالفة وجثث الكلاب الضالة يقول :بالنسبة للمواد التالفة بعد جمعها نقوم بعمل محضر إتلاف ويتم رميها في مقلب القمامة في مديرية دار سعد حيث يتم حرقها حتى لا يطمع بها أحد ويأخذها من المقلب، وذلك عندما تكون الكمية كبيرة ، ولكن إذا كانت كمية بسيطة يتم إتلافها في المكتب وإحراقها ورميها في برميل القمامة، أما جثث الكلاب الضالة فهي الأخرى يتم رميها في مقلب القمامة في دار سعد وتحرق.

طاقم قسم صحة البيئة
طاقم قسم صحة البيئة
وعن أكثر المواد التالفة يقول «أغلبها من المواد الغذائية وتتمثل بمادة الطماطم (الصلصة) نتيجة الحرارة وبحكم احتوائها على كمية كبيرة من الحموضة. وعن عوارض انتهاء المواد يقول هناك تغييرات مختلفة تحدث للمواد، فالمواد المعلبة تصاب بانتفاخ و له ثلاثة أنواع: ليّن ويعرف من خلال ضغط العلبة إلى الداخل وبعد الانتهاء من الضغط تستوي العلبة وتعود كما كانت من قبل، واللولبي وهو انتفاخ من الاسفل إلى الأعلى، فعندما تضغط على العلبة من جهة تنتفخ من الجهة الأخرى، و النوع الصلب يكون من اتجاه واحد إضافة إلى حدوث سيلان في العلب وهذا يسبب دخول الهواء والبكتيريا إلى العلبة ونتيجة لتكوين الغازات تنفجر العلبة وتتلف المواد فيها، والمواد السائلة يتم التعرف على انتهاء صلاحيتها إما عن طريق تاريخ الصنع أو عند حدوث تغيرات في لون السائل، وعن الشكولاته يقول «تنتهي بعض أنواع الشكولاته قبل فترة الصلاحية نتيجة لسوء الخزن أو تعرضها لأشعة الشمس حيث تحتاج الشكولاته في الغالب إلى أماكن باردة والمواد التالفة مضرة بشكل عام على الإنسان، ولكن أضرارها أكثر على الأطفال ويختلف الضرر من طفل إلى آخر نتيجة لاختلاف المناعة لدى الأطفال .

وعن استخدام المطاعم للزيت المتكرر لقلي الطعام يقول: قمنا بعدة حملات للمطاعم ولكن لا نستطيع ضبطها بسبب قيامنا بالحملات في النهار، وأغلب المطاعم تعمل في الليل، خاصة المطاعم التي تعمل في مجال البروست والمقليات والتي تستخدم الزيت بشكل دائم.

وعن الاجراءات المتخذة على المخالفين يقول :يتم رفع التقارير إلى مدير المكتب وذلك بعد الانتهاء من عملية الضبط ويتم تغريم المخالف وعمل تعهد بعدم تكرار المخالفة. وعن قيمة الغرامة يقول: حسب اللائحة القانونية المتبعة وفي حالة تكرار المخالفة تضاعف الغرامة عليه.. وقد تم إقفال العديد من المحلات المخالفة كالمطاعم والمشارب التي تم تغريمها وتم إلزامهم بالترميم والتبليط للارضية وهناك العديد من المحلات التجارية تم إغلاقها وإحالتها إلى النيابة .

وعن الصعوبات التى تواجه قسم صحة البيئة في مكتب الأشغال يقول الأخ مأمون: نعاني الكثير من الصعوبات أهمها عدم وجود سيارة خاصة بالقسم أسوة ببقية الأقسام في المديريات الاخرى ونحن بحاجة لها لنقل المواد التالفة التى يتم ضبطها، وحاجتنا لها تزداد عند قيامنا بحملات ليلية إلى جانب عملية استمرار المتابعة للمحلات والمطاعم المخالفة للشروط الصحية ونقل العمال إلى مناطق الرش، كما نفتقد إلى عربية الرش الضبابي ونعتمد على عملية الرش اليدوي وأكثر الاحيان نعتمد على مكتب عدن، كما أن عمل القسم يشمل المحلات الكبيرة والصغيرة على حد سواء.

ويقول الأخ حسن عبده علي، مفتش صحي: طبيعة عملنا النزول اليومي والتفتيش على الاغذية والمواد التالفة والزي الرسمى لعمال المطاعم، وكذا مراقبة الاغذية المبيتة بالثلاجة، ويتم النزول على حسب آلية العمل وتعليمات رئيس القسم وحسب جدول المنطقة، وكل قسم يقوم بعملية تقييد المخالفة وعملية ضبط التوالف ورفع كشف، وبعدها يتم رفع كشف بكافة المخالفات إلى المحاسب، إلى جانب متابعة عمال الرش في مواقعهم والاسواق وذلك حسب شكاوى المواطنين التي نتلقاها، إضافة إلى ما يقوم به رئيس القسم في عملية مكافحة الكلاب الضالة. وعن مخالفات محلات «المسالخ» يقول: نحن نتابعهم ونراقب التزامهم بعملية الذبح داخل المسلخ المحدد من قبل البلدية ومكتب صحة البيئة والمؤسسة العامة للحوم، ونحن علينا تقييدهم تقييدا مباشرا وتغريمهم إذا لم يتم الذبح في المسلخ المحدد .

صاحب بقالة تم ضبط مواد تالفة في محله التجاري جاء للاستفسار عن سبب ضبط المواد وقال: لماذا لا يتم أخبارنا حتى يتم تلافي هذه المواقف . ورغم أن تاريخ الصلاحية يشير إلى بقاء ستة أيام فقط من انتهاء مدة الصلاحية. ويقول صاحب البقالة: نحن نزيل المواد منتهية الصلاحية قبل يومين من تاريخ انتهاء الصلاحية المسجلة عليها، وهذه أول مرة يحصل هذا ، وأنا أقوم دائماً بإنزال المواد المنتهية من المحل أول بأول.

معلبات فاسدة
معلبات فاسدة
وبعد ذلك اتجهت إلى مكتب المهندس خالد عبدالله القوسي، مدير عام مكتب الاشغال والطرق بمديرية التواهي الذي بدأ حديثه معي بتوجيهه التهاني بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد لأسرة صحيفة «الأيام» والمواطنين عامة وقراء «الأيام» خاصة، وتحدث معنا عن عمل مكتب الأشغال العامة والطرق في السابق وكيفية العمل فيه في الوقت الراهن، حيث قال: مكتب الأشغال يعمل الآن بآلية جديدة وذلك بعد أن تم مركزة عمل النظافة عن طريق صندوق النظافة كتجربة جديدة، وصار عملنا يقتصر على التفتيش على المطاعم والباعة المتجولين والمحلات التجارية الى جانب باعة الخضار والفواكه ومحاربة البناء العشوائي .. ومن ضمن نشاط عملنا متابعة تراخيص المهن والبناء وفى حالة وجود أي مخالفة لصالح حماية المواطن يتم سحب المواد التالفة وأخذ تعهد وفي حالة التكرار يتم إعطاء إشعار نهائي وتضاعف له الغرامة وإذا لم يلتزم نقوم بتحرير محضر ضبط إلى نيابة المخالفات ليتم سحب الترخيص وإلغاء المهنة وإغلاق المحل .

وعن الصعوبات التي يعاني منها قسم الصحة والمتمثلة بعدم وجود سيارة للقسم يقول : هذه مشكلة لا يعاني منها قسم الصحة فقط بل جميع الاقسام الموجودة في المديرية، وخاصة بعد أخذ آلية النظافة التى كنا نعتمد عليها اعتمادا كليا بما فيها الآليات وعمالها .. والتي كانت تساعدنا في نشاط الكثير من الاقسام، ولكن الآن معنا آلية واحدة عبارة عن سيارة سوزوكي خارج الجاهزية اشتكت منها حتى الورشة الفنية وهي التي نقوم بها بمصادرة المواشي السائبة إضافة إلى متابعة البناء المخالف ومتابعة كافة أعمال المكتب، ونحن نعاني من نقص في الآليات .

وعن التنسيق مع مراكز الشرطة يقول المهندس القوسي : عملنا بدون أمن لا يكتمل، وهناك تنسيق مع مراكز الشرطة في منطقة القلوعة والتواهي لتوفير الحماية وتمكين العمال من إزالة المخالفات .

أما الزيارات التي يقوم بها المكتب إلى المحلات والبقالات والمطاعم فقد بلغت خلال شهر نوفبر 72 زيارة وتم تغريم 8 محلات وضبط 11 محلا مخالفا .

ويختم المهندس خالد القوسي حديثه قائلاً: نناشد قيادة المديرية وقيادة المحافظة بتوفير سيارات تساعدنا على تنفيذ واستمرارية عملنا في كافة الاقسام خاصة وأننا رفعنا العديد من الرسائل بهذا الصدد وتم اعطاء توجيهات لتوفير سيارة تساعدنا وذلك في عام 2006م.

نتمنى سرعة توفير هذه السيارة فعملنا شبه مشلول بدون آليات وخاصة وأن نصاب مجموعة من الاقسام تصل الى عشرة أقسام ميدانية والعمل لا يتطلب المتابعة بالمشي على الإقدام وإنما يتطلب الآليات لمساعدتنا بمصادرة أي مواد تالفة بشكل فوري أو مواشي أو القيام بأي حملة مفاجئة بعد الدوام الرسمي أو أثناء الدوام، وخاصة ونحن على أعتاب إجازة العيد ويتطلب منا تكثيف العمل وهذه مسؤولية يجب أن نتحملها بشكل جيد، ولكن لا يمكن القيام بتنفيذها الا في حالة توفر آليات كما نتمنى أن يساعدنا المواطنون في تذليل كافة الصعوبات التي تواجه عملنا و التفاعل معنا وأن يرتقوا إلى مستوى جيد في الوعي بأهمية النظافة والحفاظ على البيئة وذلك بإلإبلاغ عن أي مخالفة أو سلبيات لنرتقي بعملنا نحو الافضل .

وفي ختام هذا الجولة شاهدنا خلو الشوارع من المواشي السائبة إلى جانب رصف جميل للشوارع الداخلية والممرات الجبلية ومع هذا الرصف أزيلت الاحواش لتكون مدينة التواهي مدينة جميلة في ظاهرها وباطنها.. وواجهة لمدينة من أرقى المدن ..عدن الجميلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى