خاطف ومخطوف

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
خطف يخطف فهو خاطف. وفي كتاب المطالعة للصف الثالث الابتدائي قديماً.. وردت العبارة التالية: خطفت الحدأة سمكة. خطف على وزن فَعَلَ، أما اختطف فهو فعل أكبر قليلاً من خطف فهو على وزن افتعل. لذا فلا يجري استخدامه مع الحدأة وأشباهها من صغار الخاطفين.

وإنما يجوز استخدامه بكل اشتقاقاته وفقاً وكتاب «الصرف الناطق لانفعالات المناطق» للباحث الشهير «خاطف الخاطف»، مع (البني آدميين) سواءً أكانوا خاطفين أو مخطوفين أو كليهما معاً.

لذا أصبح من غير اللائق أن تتم الإشارة إلى الاختطاف مصدراً واسماً وفعلاً كشاهد نحوي أو صرفي في كتب المطالعة وقواعد اللغة. وإنما يتم تصعيد الموضوع مباشرة إلى المحطات الفضائية والصحف السيارة.

وعلى الرغم من أن هذه الوسائط الإعلامية هي أضخم مخترعات «الميديا» العصرية، إلا أنني أرثي لأي بلد من البلدان أو دولة من الدول تستعبطها تلك الوسائط في نشراتها المتكررة على مدار الساعة وعلى ناصية المانشيتات العريضة والعاجل من الأخبار.

بلادنا مؤخراً، دخلت عام 2006م وخرجت من عام 2005م، إعلامياً عبر متوالية متتابعة من التقارير والأخبار العاجلة والمانشيتات الصحفية حول ما حاق بها من حوادث الاختطاف.

اختطاف الوزير الألماني السابق (يورجن شروبوج) وزوجته وأولاده تداعت أخباره حادثاً تفاعل معه الجميع بين يوم عيد الميلاد (كريسماس) وبين يوم رأس السنة الجديدة حتى أن أحد الطيبين هنا عندنا في حضرموت ظل طيلة الأيام الفاصلة ما بين العيدين يبكي شجناً. وعندما سألته عن سبب بكائه كاشفني برثائه لحال هذه العائلة الصديقة التي حكمت عليها الأقدار أن تقضي أيام ذكرى الأعياد المسيحية رهينة مرهونة. وطمأنني بأن بكاءه لا يزيد عن كونه فيضا لشعور الرثاء تجاه حالة هؤلاء الألمان الذين وعدونا بتمويل مشاريع المياه والصرف الصحي.

ولم تنقض ساعات على (تحرير) الألمان حتى استأنفت الميديا الفاضحة (مضغها) لسمعتنا اليمنية ولمروءتنا العربية بتسليط الأضواء على حادث اختطاف السياح الطليان، وحتى اللحظة، لازال عشاق الاسباغيتي ومحبو المكرونة عندنا يجأرون بالدعاء لعل الله يأذن بالانفراج.

أخيراً، يصدر فخامة رئيس الجمهورية القرارات الجمهورية بإعفاء محافظي ومديري أمن المحافظتين المعنيتين بحادثي الاختطاف وتعيين بدلاء عنهما. وهنا نستطيع القول بأن فخامته واجه القضية باللهجة الحازمة والعدالة الحاسمة، لذا يبدو أنه سيتسير علينا عما قريب أن ننتقل من صفحة خاطف ومخطوف بينهما ضامن إلى صفحة خاطف ومخطوف بينهما حاكم وحكومة ودولة ورجال!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى