يوم من الأيــام..ترنيمة عشق خاصة .. المكلا عيد

> سالم العبد:

>
سالم العبد
سالم العبد
لمدينة المكلا أيام العيد مذاق ونكهة ورائحة خاصة، تنفرد بها عن بقية المدن، وإن تكن ساحلية مثلها.. وهي من نعم الله التي اختصها بها وبأناسها الطيبين الرائعين في تواضعهم وجميل أخلاقهم.. لمدينة المكلا دفء ومسارة حميمة لا تجود بهما إلا لمن يبادلها الحب الراقي ويذوب في هوى هواها.. معالمها.. آثارها.. حواريها المفعمة بالسماحة والنبل المؤصل، منذ أن احتضنت شواطئها الفيروزية الطاهرة فئة من الصيادين المنفتحين على بحرها العربي السابغ الزرقة.. ليأكلوا منه حلالاً صافياً ويتملّوا بعمق فرادة جماله الباذخ، في تسبيح لا يكل للخالق العظيم، وشكر له على أن منحهم أحد أبلغ معجزاته الباهرة!!

وبعد أن اختارها بخيرة ربه، العابد والصالح الكبير، الشيخ يعقوب بن يوسف رحمه الله رحمة الأبرار.. اضطرمت دفقاً بينه ومن يتبعه، وبين بحرها وجبالها، مناهل الدفء والمسارة.. وصارت تراتيل ونجوى وابتهالات تشق عنان سمائها الصافية الزرقة وما تزال تتردد حمداً وشكراً على منة وجودها فيهم وتواجدهم فيها.. بديع السموات والأرض تبارك أحسن الخالقين، الذي أودع فيها كل هذا الكم من السحر الحلال وآيات الحسن والجمال.. مدينة هي الفتنة مجسدة .. أناسها طيبون ودودون.. يتقاسمون معها نسيم صبا الجبال المظللة لها بحنو.. ونسيم بحرها العذب، ورحابة سمائها الناصعة، وكرم تربتها الندية الناعمة.. للمكلا كرم وجود مرسلان في سخائهما.. عرفهما أبناؤها منذ أن عانقوها.. سماحة صدر.. ودفء حضن.. وملاذاً مكيناً وشفيقاً للمنقطعين والمعوزين والمتوحدين.. لا تعرف المنّ في عطائها وجود كرمها المبذول للجميع.. بمن فيهم الغرباء والوافدون من كل أصقاع الأرض.. منهم مثلاً طبيب الأسنان الشهير بلقب «بوسعيد» الذي أطلقه عليه الأهالي تحبباً وهو من اليونان واسمه «بيتر الياديس» والإيطالي «لوبي» الذي أسلم وتزوج من الشحر وبدل اسمه إلى «عبدالله ناصر».. والشخصية الإيرانية المعروفة «فرهادي» صاحب استديو التصوير وبيع النظارات.. ومن الهنود «د. طيب» و«د. أحمد» ومازالت أجيالهم موجودة حتى اليوم.. ومن الشخصيات المحبة للخير من الصومال الشقيق الذي بنى أشهر جامع في حي الشرج «ورسما» وغيره ممن اتخذوا مدينة المكلا وطناً لهم.. دون أن يشعروا أو يلمسوا أي نوع من أنواع الرفض أو المضايقة.. بل إن اندماجهم في المجتمع بلغ حد شغلهم وظائف إدارية ومصرفية وتجارية رفيعة.

هذه هي المكلا التي استقبلت كل الأعراق والأجناس الذين احترموا كرمها وسماحتها وصانوها من عبث العابثين وضعفاء النفوس وتبادلوها صاغراً عن كابر وجيلاً إثر جيل.. هكذا كما أراد الله لها ولأبنائها.. هذه هي المكلا .. ينابيع الجمال والسحر التي لا تنضب.. وها هم أبناؤها الكرام الأصلاء في رفعة تواضعهم، ونبل شمائلهم وسمو مشاعرهم، وطيب معشرهم.. لا يزيدهم العيد إلا نصاعة وتمسكاً بأخلاقيات مدينتهم الفاضلة.. ولا يزيدهم إلا فرحاً في جلال ومحبة، وبهجة في تجاوز، وتحد في غير ما صلف لمثبطي الآمال، وأعداء الجمال.. ووفاءً للمكلا ليزدان بها العيد وتزدان به.. وهذا سر من أسرار فرادتها.. لا يظهر سوى في مناسبة عيد كعيد الأضحى المبارك!! فلكم منها السلام والمحبة عبر هذه الصحيفة المحبوبة «الأيام» .. ومن العائدين .. وكل عام وأنتم طيبون .. والمكلا دائماً عيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى