رؤية أعمق للإصلاح

> الشيخ علي محمد ثابت:

>
الشيخ علي محمد ثابت
الشيخ علي محمد ثابت
بالاضافة إلى الشمول لكل مفردات الواقع، اتسم مشروع حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) للإصلاح برؤية علمية منهاجية وبعد نظر يستوعب الاستحقاقات الوطنية المعبرة عن تطلعات الملايين من المواطنين، الذين يقع عليهم عبء تردي الأوضاع، الفساد، الفقر، البطالة والمظالم، فالتزم المشروع مبادئ ثابتة للإصلاح الشامل ولحماية واستقرار وحدة الوطن، كالمواطنة المتساوية والفرص المتساوية والتوازن في نفقات التنمية البشرية والاقتصادية وتماسك البنية السياسية في إطار شرعية القانون، واستقلال القضاء، والشفافية، والتوجه نحو ممارسة حقيقية للشراكة السياسية ومشاركة المجتمعات من خلال حكمها المحلي الواسع الصلاحيات، والتطلع إلى المستقبل وآفاق النمو الاقتصادي القائم على الحكم الرشيد لمصلحة الإنسان (المواطن)، كهدف لكل البرامج والسياسات في ظل النظم الديمقراطية.

ولقد حدد المشروع آليات سياسية مثلى لتحقيق المشاركة السياسية، وذلك من خلال إجراء إصلاحات في مجمل المسارات والبنى والتشريعات يصعب تناولها في هذا السياق. كما أنه بيّن إشكالية الواقع الذي تعيشه المنظومة السياسية الحاكمة والمعارضة، التي كلا طرفيها مستهدفان بالإصلاح والتي تحتاج للكثير من التطوير في وعيها وسلوكها السياسي، حتى تتلاءم مع أدوارها ضمن آلية الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية (وفقاً لشروط اللعبة السياسية).. فواقع الحال أن السلطة توجد في حالة تقاطع تام مع وجود المعارضة يلغي وجودها في الدولة (ضمن الوظيفة العامة حتى المتوسطة).. ويهمش دورها في الحياة العامة وفرصها في منافسة نزيهة في الانتخابات، وهو ما عمق الهوّة بين الأدوار إلى درجة الإحباط.

وفي الجانب الآخر تكتنف أوضاع أحزاب المعارضة كثير من العوامل الداخلية التي تزيد من ضعفها، كضعف الديمقراطية الداخلية، وغياب الشفافية والعمل المؤسسي في الأحزاب، ومحدودية وجودها المحلي، وعدم امتلاكها خطاباً إعلامياً وحركة سياسية تؤثر وتتأثر في الأوساط الشعبية وقضاياها الجماهيرية الشيء الذي يعزز القاعدة الشعبية للمعارضة، كما أن المعارضة غير قادرة على الالتزام بمواقفها تجاه القضايا السياسية والديمقراطية وسرعان ما تتراجع عن مواقفها وتهرع نحو عمليات سياسية وانتخابية لا تتعدى إعادة إنتاج الواقع الذي تشكو منه المعارضة، وبذلك بلغ المشروع الرابطي ذروة النقد الذاتي للمعارضة.

وفي طرح المشروع لقضية الإصلاح وما تسعى إليه مختلف الأطراف من ترويجات إعلامية مع أو ضد الإصلاحات، حدد المشروع ثلاثة أطراف: الأول الطرف المتسلط الذي يشيع أن الخارج مصدر المشاريع الإصلاحية وأن هدفها القضاء على قيمنا وخصوصيتنا، ويعتبر المطالبة بالإصلاح عمالة وخيانة، وطرف ثان يعاني من التهميش والإقصاء، يفرح بكل ما يأتي من الخارج ويبالغ في ذم الواقع، وطرف ثالث يرى أن الحكمة ضالة المؤمن وينظر بواقعية للإصلاحات باعتبارها استحقاقات داخلية تفرضها الوقائع السالبة وأخطرها الفساد وحالة التدهور في الأداء العام للدولة، والفقر والبطالة، وأوضح أن حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) كان أول حزب أعلن بعد حرب 1994م رؤيته للإصلاح الشامل وذلك ضمن أجندة معلنة في صحيفة الحزب ونشراته الفرعية، قبل أن تطرح الدوائر الدولية خططها للإصلاحات في المنطقة، إلا أن المشروع يعتبر أن للقوى الدولية والإقليمية مصلحة في الإصلاحات، وهو من العوامل الإيجابية لتناغم المصالح في الإصلاح الشامل الذي يؤمن المشروع بأنه يمكننا كيمنيين أن نضع استراتيجيتنا له، وننفذها بالاستجابة لبعضنا وفقاً لواقعنا، بعيداً عن ترك الأمور تسوء إلى الدرجة التي تجعل الطرف الخارجي يتدخل على نحو يتعدى ما يروج له من مخاوف، وذلك أيضاً يعبر عن عمق النظرة الرابطية لمشكلات الواقع وأصالتها منذ مراحل بعيدة في مسيرة الوطن التي عانت من العثرات، ولا يجب أن تتعرض لعثرات أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى