سيدة من ذاك الزمن الجميل

> أنيسة الصائغ:

>
زهرة هيبة الله
زهرة هيبة الله
خلا منك طرفي وامتلا بك خاطري كأنك من عيني نقلت إلى قلبي الشريف الرضي عشرون عاماً انقضت وذكراك مازالت ترفرف في حنايا القلب ليل نهار.. تأبى أن تفارقني.

إنها ذكرى الرفيقة والأخت والصديقة (زهرة هبة الله علي) .. زهرة ولدت من تربة هذا الوطن الحبيب وفاح شذا عطرها بذلاً وكفاحاً وعطاءً رغم عمرها القصير (يناير 46م- 18 يناير 86م). لم يكن دورها دوراً عابراً بسيطاً بل كان دوراً ريادياً.. ناصع الوضوح. إنها رمز من رموزنا القيادية المناضلة في الساحة اليمنية. كانت انطلاقتها الأولى هي مساهمتها البارزة ضمن جمعية المرأة العربية في سن مبكرة والاهتمام بقضايا المرأة اليمنية وهمومها وأحلامها. ولكن بإدراكها الواعي ومستوى تفكيرها المتألق أيقنت أن قضية المرأة هي جزء من الاطار العام لقضية شعب بأكمله. وكانت انطلاقتها الجبارة بانخراطها في التنظيم السري (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) وإيمانها العميق بمبادئ ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 63م المجيدة.

كان وجودها مع رفيقاتها ضمن القطاع النسائي الذي لعب دوراً موازياً لكافة القطاعات الأخرى في فترة الكفاح المسلح هو كسر لقيود التزمت وإطلاق لقدرات المرأة الخلاقة التي استطاعت أن تنال احترام وتقدير كل رفاق الكفاح المقدس.

وكانت أهلاً لكل تقدير واحترام وفخراً للمرأة الرائدة المتميزة. وتحملت بكل جدارة مسؤولية القطاع النسائي وكانت مثالاً للإنسان الملتزم والمنضبط المفعم بالإيمان الكبير بمواصلة النضال وانتصار ثورته حتى ينبلج فجر الحرية وندحر الاحتلال الاجنبي.

إنه لتختلط الدموع بأحرف الكلمات وهي تتمثل أمامي بعنفوان شخصيتها وحزمها البليغ. إنها سيدة من ذلك الزمن الجميل. ويكفيها فخراً أنها ساهمت في صنع نصر الثلاثين من نوفمبر عام 67م وستظل بصماتها النضالية متلألئة في سجل الخالدين.

وكما عرفناها مثال القيادي البارز في فترة الكفاح المسلح، كانت نعم المربية القديرة والمدرسة المتألقة ومديرة المدرسة المتميزة والزوجة الفاضلة والأم الرؤوم لندى وأمل وشذا وعلا وسامي.

عزيزتي زهرة: ذكراك ستظل حية في القلب والعقل معاً إلى آخر لحظة في حياتي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى