في رثاء الأديب والشاعر سالم السبع

> «الأيام» عبدالإله اللسواس:

> لا أجد كلمات مناسبة في رثاء الأديب والشاعر الشيخ سالم أحمد السبع أبلغ من كلماته هو نفسه التي رثى بها صديق عمره الحبيب العلامة محمد عبدالله الهدار، مفتي محافظة البيضاء والتي يقول في مطلعها:

لا أرى داعياً للوم المنايا

إن هي استهدفت نفوس البرايا

ليس نقد القضاء واللوم للمو

ت على مستواك أو مستوايا

كلنا عرضة لدنيا المآسي

للأذى للشقا لكل البلايا

كل حي يموت والله باق

يعلم المسر وحده والخفايا

يحصد الموت كل حي على الار

ض ولا نستطيع حصر الضحايا

فاتقوا الله واستعدوا ليوم

فيه تأتونه حفاة عرايا

اختاره الله إلى جواره في يوم الأربعاء 28 ديسمبر 2005م عن عمر ناهز الثلاثة والثمانين عاماً قضاها في صحبة العلم والأدب. فقد كان، رحمه الله، أديباً وشاعراً وفقيهاً جمع بين علوم الدين والأدب والشعر، حيث لم تمنعه إعاقته البصرية عن التحصيل العلمي رغم ظروف الجهل والتخلف التي عاشتها البلاد آنذاك بصفة عامة والبيضاء بصفة خاصة.

عوضه الله سبحانه وتعالى عن فقد البصر ببصيرة حادة وخارقة استطاع بها استشراف المستقبل مما أدى به إلى رفض حالة الجهل والتخلف التي كان يعيشها شعبنا في ظل عهد الإمامة البائد فعمل بقدر استطاعته لرفض ذلك الواقع المرير بالكلمة والقصيدة والمنشورات السياسية وله مواقف مشهودة قادته إلى غياهب السجن ليكون بحق رهين المحبسين مع الفارق بين حبس ابي العلاء الاختياري وحبسه الاجباري.

عرفت هذا الشيخ الأديب الوقور منذ أن كنت طالباً في الابتدائية في أوائل السبعينات وذلك في مناسبات الاحتفالات بأعياد الثورة السبتمبرية حيث لم يكن يخلو أي احتفال وطني أو ديني من قصيدة لفقيدنا يلهب من خلالها المشاعر ويحث فيها على الإسراع في الخطى وردم هوة التخلف وكنت أعجب بقصائده تلك وأحفظ كثيراً من أبياتها.

ونحن نودع فقيدنا وشاعرنا المناضل سالم السبع بقلوب مكلومة نتمنى على وزارة الثقافة والسياحة ممثلة بوزيرها الشاب خالد الرويشان أن تفي بوعدها بطباعة أعماله الشعرية مع إعادة طباعة ديوانه الأول «من وحي الثورة» الذي كتب مقدمته الأديب الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح.. كما نتمنى على قيادة محافظة البيضاء ومجلسها المحلي وفي المقدمة العميد الركن يحي محمد الشامي بأن يطلق اسم الفقيد على أحد المشاريع التنموية أو إحدى المدارس التربوية تخليداً لذكراه.

رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. . إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى