الاتحاد الافريقي منقسم حول ترشيح السودان لرئاسته

> الخرطوم «الأيام» نافارو وفرانشيسكو فونتماغي:

>
الرئيس السودان عمر البشير
الرئيس السودان عمر البشير
افتتحت قمة الاتحاد الافريقي امس الاثنين في الخرطوم من دون ان يتوصل قادة الدول ال 53 الاعضاء فيه الى اتفاق حول الرئيس الجديد اذ ما زال الجدل يدور حول ترشيح السودان,وتجنب قادة الدول الافريقية في كلماتهم الافتتاحية اثارة موضوع الرئاسة الشائك وفضلوا التركيز على اقليم دارفور بغرب السودان الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ ثلاث سنوات ادى الى سقوط ما بين 180 الف و300 الف قتيل.

وقال رئيس الاتحاد الافريقي المنتهية ولايته النيجيري اولوسيغن اوباسانجو "رغم جهود بعثة الاتحاد الافريقي في السودان فان انعدام الامن مازال مستمرا في دارفور في حين لا يبدو ان الوضع الانساني تحسن".

وطلب اوباسانجو من اطراف النزاع التوصل الى اتفاق في ابوجا حيث تدور مفاوضات السلام برعاية الاتحاد الافريقي بين المتمردين المتحدرين من اثنيات افريقية وبين القوات الحكومية وميليشيا الجنجويد العربية المتحالفة معه.

ونشر الاتحاد الافريقي منذ العام 2004 قوة لحفظ السلام في دارفور وصل قوامها الان الى اكثر من 7 الاف رجل.

واكد البشير الذي يستضيف القمة والذي تنتقده عدة دول ومنظمات غير حكومية وتحمله مسؤولية الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في دارفور "تصميمه" على تسوية الازمة.

واضاف البشير ان "جهدا افريقيا هو وحده الكفيل بان يقودنا الى تسوية نهائية في دارفور".

وكان السودان اعلن معارضته لاحلال قوة من الامم المتحدة محل قوة حفظ السلام الافريقية في دارفور.

وحضر قرابة ثلاثين من رؤساء الدول والحكومات الافارقة من بينهم العقيد الليبي معمر القذافي ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي افتتاح القمة الذي خيم عليه غياب اتفاق حول رئاسة الاتحاد.

وقال الرئيس السنغالي ابدولاي واد لوكالة فرانس برس "لم يتخذ اي قرار بعد وسنعيد مناقشة الامر بعد الجلسة الافتتاحية".

ولم يقل البشير، وهو المرشح الوحيد المعلن والذي وصل للسلطة بانقلاب عسكري عام 1989، كلمة واحدة عن ترشيحه لرئاسة الاتحاد الافريقي في كلمته الافتتاحية.

وقال وزير افريقي طلب عدم ذكر اسمه ان "البشير لا يريد ان يتراجع".

ويجري الحديث في اروقة القمة عن بديلين محتملين في حالة استبعاد ترشيح البشير وهما اختيار رئيس الكونغو دوني ساسو نغويسو او التمديد لاوباسانجو.

واوضح الوزير ان "نغويسو لا يعتزم ترشيح نفسه ضد البشير اذا ما اجري تصويت ولذلك فاننا نبحث عن مرشح يحظى بالاجماع لتجنب الاقتراع ولا يمكن ان يكون مرشح الاجماع هو البشير".

وافادت مصادر ديبلوماسية افريقية ان رؤساء بتسوانا واثيوبيا والنيجر والغابون والجزائر حاولوا ليل الاحد الاثنين اقناع الرئيس السوداني بسحب ترشيحه.

وقال اوباسانجو ان "مشروع افريقيا الجديدة الذي نتحمل مسؤوليته لا يجب ان يتم التضحية به من اجل مصالح انانية للافراد او المجموعات" في اشارة على ما يبدو الى المعركة حول رئاسة الاتحاد.

ويطغى هذا الخلاف على الموضوع الرئيسي للقمة وهو "التعليم والثقافة" وعلى قضايا اخرى اكثر سخونة مثل دارفور وعودة الاضطرابات في ساحل العاج والازمة بين تشاد والسودان.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ان "الوضع في ساحل العاج بات مثيرا للقلق خصوصا بعد موجة التفاؤل التي اثارها تعيين رئيس لوزراء يحظى بالاجماع" وهو تشارلز كونان باني.

ودعا اوباسانجو من جهته الى اتخاذ "الاجراءات المناسبة لمنع اعمال من شانها زعزعة الاستقرار" بين السودان وتشاد اللذين يتبادلان الاتهامات بقيام كل منهما باعتداءات ضد الدولة الاخرى.

ويتعين على القادة الافارقة كذلك ان يتخذوا قرارا بشان مصير الرئيس التشادي السابق حسين حبري المقيم في المنفى في السنغال والذي تطالب بلجيكا بتسليمه لمحاكمته في قضايا تتعلق بانتهاكات "خطيرة" لحقوق الانسان.

وقال كوناري "ينبغي ان نرفض الافلات من العقاب ويجب ان نتحمل مسؤوليتنا حتى تسود العدالة في افريقيا". ولكنه لم يشر الى ملف حبري الذي لم يتم التوصل الى اتفاق حوله بعد.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى