أحمد عبدالعزيز الفنان الذي جمع بين الحلم والواقع

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> الفنان أحمد عبدالعزيز، فنان تشكيلي مبدع، أعماله الفنية تدلل بوضوح على أنه فنان يتمتع بمواهب نادرة في التعبير الرمزي، وبروعة في استخدام الألوان، وشُهد له في أعماله الإبداعية أنه قد جعل من الفن وسيلة للتعبير الصادق والجدي عن شيء يشعر به شعوراً شديد العمق.. وأنه يترجم بأصالة حياتنا اليومية اليمنية إلى رموز بيئية ولا زمنية في ذات الوقت. ويصل من يتمعن في أعماله إلى نتيجة، أنها ليست مجرد زخرفة لونية، ولا هي ترجمة سطحية لانفعالاته في معنى عابر.. لأن المعنى الذي يبثه من خلال أحاسيسه ومشاعره يكون قد استلهمه من مزيج من الإنسانية والصوفية التي تنبثق من مستوى أعمق مما تلحظه العين. لوحاته تمتاز بوهجها السحري وبروعة تشد الناظر إليها مهما كان مستوى تذوقه وثقافته وإن كان ذلك بفروق بين المتلقين مختلفة. وعالم الرمز عنده الذي يحاول التعبير من خلاله لا يمكن استلهامه دون شيء من التأمل الروحي والإنساني والتأني في الاستبصار، إذ إنه يعبر عن تجارب روحية وإنسانية تحركها مشاعره الأصيلة في التعبير وفي التجديد في تفاعلها تتخللها بعض يسير من الروح السريالية المفعمة بالحلم والخيال.

جل أعماله نراه فيها حالماً، وغير مباشر في محاكاته من خلالها مع المتلقي لانه يرى أن المتلقي حين تقدم له عملاً فنياً سهلاً جاهزاً لفهمه، لا يمكّنه من تذوقه. والمؤمل من المتلقي ذكاؤه وعقله.. حتى يكون هناك حوار قائم بين الفنان وبينه. فهو -أي الفنان الأستاذ أحمد عبدالعزيز- يرى أن المباشرة الواقعية في الإبداع وخاصة فيما يتعلق بالشكل واللون، نوع من الغباء ولا تحترم المتلقي أو المشاهد للعمل الفني، لأنه لا يعطيه الفرصة الكافية للتفكير في الموضوع ولا تكون هناك فرصة لإقامة الجدل والحوار بين المشاهد المتلقي والتكوين الفني والرؤية اللذين يجب أن يبرزا من العمل ذاته. لهذا فنحن نرى أن أعماله الإبداعية هذه قد جمعت بين المثالية والواقع. وهي كما أزعم مسيطرة على جل أعماله حين يترك لها العنان.. وهذا كله لم يخترعه كما أتصور وإنما هو ميراث لواقعنا وتراثنا وبيئتنا.

في معظم لوحاته التي سنحت لي الفرصة لمشاهدتها فإنها لا تخلو أيضاً من مشاهد بيئية ترتبط بالأرض والحياة، والنخلة تشكل القاسم المشترك فيها وهي بحد ذاتها فلسفة إيمانية عميقة في الذات قل أن نلتمسها عند غيره من الفنانين التشكيليين. وكذلك تقنيته التي يجسد من خلالها إشراقات حقيقية حية من خلال الفرجة التشكيلية التي تولدها ألوانها وتظهرها ضربات فرشاته المتقنة على أسطح اللوحات والتفاصيل اللونية التي تعبر بشكل صريح عن كتلة المشاعر التي يتنفسها كل من يقترب أكثر أمام أي من إبداعاته.. أأمل أن أجد الفرصة السانحة لمجاورة هذا الفنان المبدع حتى نعيش معاً أنا والقراء مع أفكاره وتجاربه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى