قصة قصيرة الغول

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> ظلت تلك القرية وادعة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، سوارها النخيل، وقلادتها شجرة الزيتون، تنبسط امامها السهول، وتتمدد على اطرافها الحقول الخصبة التي تغطي حاجة السكان من الحبوب، تشرب من ذلك الكوثر الذي يسقي زروعها مطمئنة الى رزق ربها لا يكدر صفوها دخيل، ولا ينغص عيشها خلاف، حتى حلت بها الكارثة. دهمها ذلك الغول القادم من وراء البحار، والتف على نبعها العذب ومنعه عن اهل القرية، واشترط عليها تقديم اجمل فتاة فيها كل عام، وعندما لم يجد من يستجب له، اختطف ارشق فتاة وسط ذهول الجميع.

أيقن اهل القرية ان الامر جد وليس بهزل، وأن شربهم مهدد بالزوال، إن لم يستجيبوا لرغبته، فبدأ اثرياء القرية يتزلفون الى قصر الغول، ويحملون اثمن الهدايا وأنفس المجوهرات ليحظوا برضاه وصارت تجمعهم الايام والليالي، يتفقون على المعاندين ويلبّسون على ضعاف النفوس.

انقضت تلك السنة، وأصبح لزاماً على اهل القرية تقديم القرابين، هنا فعلت الدسائس فعلها، حيث وجد الغول عند الاثرياء كل قبول، فترك لهم نصب الشباك لتلتف حول رقاب البسطاء ،ظل ذلك دأبهم وديدنهم ليحفظوا قصورهم من الانهيار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى