انان يدعو الى اقامة جسور تفاهم بين الشرق والغرب

> الدوحة «الأيام» سام داغر :

>
الاجتماع الثاني لمجموعة الامم المتحدة لتحالف الحضارات في الدوحة
الاجتماع الثاني لمجموعة الامم المتحدة لتحالف الحضارات في الدوحة
دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الاحد في افتتاح الاجتماع الثاني لمجموعة الامم المتحدة لتحالف الحضارات في الدوحة الى مواجهة التطرف بالافعال وليس بالاقوال فقط واقامة جسور التفاهم بين الغرب والشرق.

وقال انان امام المشاركين في اجتماع المجموعة التي اطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 بمبادرة من تركيا واسبانيا ان "الافكار النبيلة ليست كافية بحد ذاتها (..) اننا بحاجة الى مقترحات محددة وملموسة للمضي قدما بهذا الحوار حتى يمكنه ان يصل الى الوجدان الشعبي".

واضاف ان الغضب، العنيف احيانا، الذي ثار في العالم العربي الاسلامي عقب نشر صحف اوروبية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد يؤشر على "ريبة عميقة وغضب عميق".

واوضح انان بحضور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ان "الازمة الحالية يمكن اعتبارها تعبيرا عن ازمة اعمق وضاربة في القدم وهي بالتحديد احدى الازمات التي يعتزم تحالف الحضارات مواجهتها".

وتابع ان "هناك في قلب هذه الازمة توجها نحو التطرف في العديد من المجتمعات" داعيا الى اشراك "الفنانين والعاملين في حقل الترفيه والابطال الرياضيين اي اولئك الذين يتمتعون بالاحترام ويحظون بالاهتمام بين كافة فئات المجتمع وبخاصة بين الشباب" في التصدي للتطرف قبل ان يقع الشباب ضحية الافكار المتطرفة.

واكد ضرورة الا يقتصر الحوار على "مجموعة لطيفة من الناس الذين يتفقون مع بعضهم" وعلى التوجه الى كافة فئات الشعب وخصوصا الشباب.

ويشارك في الاجتماع عدد من الشخصيات الدولية بينهم بالخصوص محمد خاتمي رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السابق واكمل الدين احسان اوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية.

كما يحضره الاسقف الجنوب افريقي ديزموند توتو وعلي العطاس وزير الخارجية الاندونيسي السابق واندريه ازولاي مستشار ملك المغرب وانريكي ايغلاسياس الامين العام للقمة الايبيرية الاميركية وهوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي السابق.

وكان الاجتماع الاول للمجموعة عقد في جزيرة مايوركا باسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وتم فيه اختيار دولة قطر لاستضافة الجولة الثانية من الاجتماعات,وتم تشكيل "فريق رفيع المستوى" من عشرين عضوا بينهم خاتمي وفيدرين وتوتو الحائز جائزة نوبل للسلام 1984 وحرم امير قطر الشيخة موزة المسند.

ويعقد الفريق اجتماعين اثنين اخرين بعد اجتماع الدوحة لاعداد مبادرات للنهوض بالحوار الثقافي تعرض في الخريف القادم على الامم المتحدة ومنظمات دولية اخرى.

وعقد وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في الدوحة اجتماعا مغلقا مع اعضاء الفريق واقترح عليهم تشريح القضايا التي تزيد الهوة بين الشرق والغرب.

وقال في وثيقة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها "علينا العمل على تحديد ابرز المشاكل السياسية التي تغذي مشاعر الريبة المتنامية".

ومن المتوقع ان يبحث الفريق قضايا مثل النزاع في الشرق الاوسط والحرب على الارهاب التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق وافغانستان وتعتبر في كثير من الاحيان في العالم الاسلامي سببا لمشاعر الغضب والعداء للغرب.

واعتبر الشيخ يوسف القرضاوي الذي حضر جلسة افتتاح الاجتماع ان على الفريق التركيز خلال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة ايام على القضايا الثقافية والاجتماعية لردم الهوة بين الشرق والغرب.

وكان القرضاوي المعروف بمعارضته الشديدة للسياسة الاسرائيلية موجودا في القاعة ذاتها التي كان بها حاخام يهودي من نيويورك.

وقال الحاخام ارثور شناير العضو في فريق تحالف الحضارات "اريد مقابلته (القرضاوي). لدي الرغبة في مد يدي لكل من يقبل بي".

وسيتم اختيار الدولة المضيفة للاجتماع الثالث في الدوحة، على ان تعقد الجولة الاخيرة في كانون الاول/ديسمبر 2006 في تركيا.

ويعرف تحالف الحضارات نفسه ك"بديل سياسي وليس ثقافيا فحسب" لاعادة اطلاق "العلاقات الدولية التي اضعفها منطق الاسوأ بفعل دعاة التصادم والاصولية".

ودعا رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في الاجتماع التأسيسي اعضاء المجموعة المفوضة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى اقتراح "حلول ملموسة" تجمع بين المجتمع المدني وصانعي القرار.

وقال ثاباتيرو ان "الخصومة الماضية" بين الامبراطوريتين العثمانية والمسيحية "تحولت الى شراكة ايجابية".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى