موسكو تسعى لاستعادة دورها الناشط في الشرق الاوسط

> موسكو «الأيام» فاليري لورو :

>
وزير الخارجية الروسي سيرغي يرحب برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في موسكو..
وزير الخارجية الروسي سيرغي يرحب برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في موسكو..
تسعى الدبلوماسية الروسية بالزيارة التي تقوم بها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) امس الجمعة الى موسكو واقتراحها ايجاد مخرج للازمة النووية الايرانية الى استعادة دورها الناشط في الشرق الاوسط في مواجهة الولايات المتحدة.

فبدعوته الحركة الفلسطينية المتشددة، عبر الرئيس فلاديمير بوتين بوضوح عن طموحاته بينما ما زال الغربيون يتساءلون عن الموقف الواجب تبنيه حيال حماس التي حققت فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الاخيرة.

وقال الكسندر مالاشينكو من مركز كارنيغي في موسكو "بالنسبة لبوتين انها فرصة للعودة الى الشرق الاوسط. قد يتمكن من ان يجد طريقا بين البراغماتيين والمتشددين في حماس او برنامجا لقاعدة اوسع للمفاوضات".

وبتلقيهما بحذر نبأ الدعوة التي وجهها بوتين الى حماس، اقر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة فعليا بان روسيا قد تملك اوراقا وان هذه المحادثات يمكن ان تسمح لهما برؤية اوضح لنوايا الحركة التي ما زال الغرب يعتبرها "ارهابية".

وقال فكتور كريمينيوك من معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا في موسكو "لا احد غيره كان يمكن ان يسمح لنفسه بدعوة حماس. بوتين لا يواجه معارضة في روسيا والامر كان اسهل بالنسبة له".

واضاف كريمينيوك "انه يحاول ربما توجيه اشارة الى الجالية المسلمة في روسيا,هذا يغير صورة روسيا التي ترفض من جهة اخرى التفاوض مع الشيشانيين".

ويمكن لروسيا بذلك ان تستعيد جمهورا في منطقة نسجت فيها العلاقات مع الدول العربية في عهد الاتحاد السوفياتي وتراجعت بعد انهياره في 1991، باستثناء تلك التي تربط بين موسكو وسوريا.

ولن يستقبل بوتين شخصيا وفد حماس الذي التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف,لكنه اراد ان يبرهن على انه يتابع الملف باهتمام بالغ باجرائه محادثات هاتفية في الوقت نفسه مع الرئيس المصري حسني مبارك حول هذه الزيارة.

وتتبع روسيا المنطق نفسه في الملف النووي الايراني حيث تحاول ان تلعب دورا اساسيا باقتراحها حول تخصيب اليورانيوم وسعيها لتجنيب طهران عقوبات دولية.

وقال كريمينيوك "هناك منافسة بين روسيا والولايات المتحدة واوروبا في الشرق الاوسط تزايدت مع الحرب في العراق (...) بالنسبة لروسيا ايران حليف اساسي في المنطقة، مثل الهند".

واضاف ان "الولايات المتحدة +خسرت+ ايران منذ عشرين عاما (اي منذ الثورة الاسلامية) وروسيا لا تنوي ان تسمح لها بالعودة اليها".

وبمعارضته الحرب على العراق، حد بوتين من سياسة التقارب التي وضع خطوطها العريضة مع واشنطن باسم "الحرب على الارهاب".

وبالتأكيد لم تحقق بلوماسية الروسية حتى الآن انتصارا في القضية النووية الايرانية. الا ان مالاشينكو رأى ان "موسكو تبرهن للعالم اجمع انها قادرة على التحدث مع الايرانيين".

وتدافع موسكو ايضا عن مصالحها الاقتصادية في المنطقة التي تضم عددا كبيرا من زبائنها بدءا بايران وسوريا، لمبيعاتها من الاسلحة وحيث تريد تصدير التكنولوجيا النووية التي تملكها ايضا.

الا ان هذه السياسة قد تصطدم بعقبات. وقال مالاشينكو ان "الوضع هش جدا. اذا حدثت انفجارات جديدة واعتداءات (في اسرائيل او فلسطين)، فان موسكو لن تكون قد كسبت شيئا".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى