في ندوة (المسرح اليمني.. إلى أين؟) بمنتدى الصهاريج الثقافي .. حضر المهتمون وتغيب المسرحيون عن مناقشة أزمتهم!

> عدن «الأيام» خاص:

> عصر الأحد الماضي 30/4، نظم منتدى (الصهاريج) الثقافي بمدينة كريتر بعدن، ضمن فعالياته الأسبوعية، ندوة حملت عنوان (المسرح اليمني.. إلى أين؟) استضاف فيها الفنان المسرحي المعروف فؤاد هويدي، وحضرها عدد من المهتمين، وقامت إذاعة عدن - مشكورة - بتسجيلها.. «الأيام» ونظراً لأهمية موضوع الندوة - حرصت على الحضور لتنقلها للقارئ الكريم.. الندوة أدارها باقتدار التربوي القدير الأخ حيران شمسان، المستشار الثقافي بمكتب ثقافة عدن، وأكد في مطلع افتتاحه للندوة على أن المسرح مرآة المجتمع وضميره وانعكاس لتذوقه الفني الراقي ومستوى تحضره منذ الحضارة الرومانية مروراً بشكسبير ثم بلاد الشام ومصر وبدايته في مدينة عدن السباقة على مستوى اليمن والجزيرة والخليج إلى فن المسرح، ثم قدم تعريفاً مختصراً بضيف الندوة الفنان فؤاد هويدي كممثل ومخرج وإعلامي قدم إسهامات مميزة في برامج تلفزيونية، وهو عضو في فرقة المسرح الوطني بعدن وعضو في فرق المسرح (الطليعي)، عمره الفني يقدر بنحو ربع قرن وقضى 10 سنوات في خدمة و تطوير المسرح الجامعي بجامعة عدن، مما يجعله أهلاً للاجابة على عنوان الندوة إن كان المسرح اليمني يتجه إلى نفق مظلم أو آفاق رحبة إذا نجح في تجاوز أزمته الراهنة.

وفي مطلع حديثه أكد الفنان فؤاد هويدي على أن المسرح اليمني لا يواجه أزمة، لكنه يعاني من شلل تام رغم وجود الكتاب والممثلين والمخرجين والفنيين، ولكنهم جميعاً ركنوا للموسمية وفقدوا الرغبة في تقديم عروض مستمرة، مشيراً إلى أن المسرح يعني الدوام والاستمرار ومن يعتمد على المهرجانات الموسمية لا يستحق لقب (فنان مسرحي)، فالمهرجان في كل الدول هو فرز لنشاط عام كامل لتقديم أفضل العروض، ثم أعاد ما قاله الأخ خالد الرويشان، وزير الثقافة في ندوة عقدت بصنعاء العام الماضي، حيث قال: «أنا مستعد لدعم المسرحيين ولكن يهمني أن يكون هناك استمرار لنشاط مسرحي طوال العام وسأدعم ذلك مهما بلغت التكاليف». ثم أكد الفنان فؤاد هويدي على وجود أيد خفية وأخرى معلنة تقتنص فرصة النشاط الموسمي والمهرجان السنوي لتملأ جيوبها بالمال ولا يهمها الاستمرار في تقديم العروض المسرحية، مشيراً إلى مبالغة البعض في ميزانيات بعض المسرحيات في مهرجان (ليالي عدن المسرحية) في حين أن تكلفتها أقل بكثير جداً من الميزانية المقدمة التي تعتمد لها. متسائلاً لماذا تقدم مسرحية في المهرجان ليوم واحد فقط رغم أن تكلفة بعضها تصل إلى (500 ألف ريال) ورغم وجود جمهور متعطش للمسرح بدليل اكتظاظ قاعة فلسطين بالجمهور في مهرجان العام الماضي، مختتماً حديثه بتفسير غياب فناني المسرح في الندوة بأنه «هروب من مواجهة بعضنا البعض والتحاور وإيجاد حلو ل تضمن استمرارية تقديم العروض المسرحية، ومن عدن نطلق صرخة لعموم اليمن مطالبين بعروض مستمرة ليشاهدها أكبر عدد من الجمهور.. المسرح يواجه كارثة ويتجه إلى النهاية.. إن لم يكن قد انتهى فعلا ليصبح شيئاً من التاريخ..إنه شلل أصاب المسرح وهو وضع نحن ارتضيناه له ولأنفسنا».

الفنان منصور الاغبري لم يؤيد بعض ما جاء في حديث زميله هويدي خصوصاً فيما يتعلق بصلاحية قاعة فلسطين لتقديم عروض مسرحية مستمرة. فقال: «قبل الوحدة كان المسرح الوطني في التواهي بيت الفنانين، وأعيد لصاحبه دون التفكير بالبديل، فأصبح المسرحيون بعدن بلا بيت يجمعهم، وقاعة فلسطين لا يمكن أن تكون البديل لبيت الفنانين كالمسرح الوطني بالتواهي الذي شهد تقديم عروض مستمرة لموقعه الأقرب للجمهور، وفي معظم إن لم يكن في كل المحافظات باستثناء عدن حتى التي عمرها المسرحي قصير جداً تم تشييد مراكز ثقافية في مواقع قريبة من الجمهور تضم قاعات مزودة بتقنيات فنية متطورة وصالحة لتقديم عروض مستمرة».

الفنان أحمد مطلق اختلف بشدة مع زميله الفنان فؤاد هويدي أولاً في نوعية الجمهور في مهرجان ليالي عدن المسرحية، حيث نفى أن يكون معظمه جمهوراً دفعه عطشه للمسرح لتحمل مشقة وعناء التوجه إلى قاعة فلسطين البعيدة، كما أن معظمه ليس من الاسر والعائلات - كما ذكر الهويدي- بل جموع من العسكر يتم إحضارهم من معسكراتهم لتمتلئ بهم القاعة، وثانياً رفض أحمد مطلق اتهام الهويدي فناني المسرح بالتقصير المؤدي إلى عدم تقديم عروض مستمرة، مشيراً بمنتهى الصراحة إلى أنه لو فكر بتقديم عرض مسرحي لمدة أسبوع فقط في قاعة فلسطين فإنه سيضطر مجبراً على دفع مصاريف يومية لأكثر من ثلاثين عسكرياً بحجة حمايتهم للأمن وتوفيرهم الأمان داخل القاعة.

وهكذا انتهت الندوة دون إجابة عن عنوانها (المسرح اليمني.. إلى أين؟) ودون تدوين مقترحات أو توصيات، لأن عدداً كبيراً من فناني المسرح لم يحضروا لمناقشة أزمة المسرح اليمني وهي أزمتهم، ولم يهتموا بالمشاركة فيها ليتفقوا فيما بينهم على كلمة سواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى