معنى الصداقة الحقيقية

> «الأيام» سامي سالم المحثوثي /لودر - أبين

> ان هناك من الناس من يصادق آخر لدرجة يخيل اليك انه ربما يذود عنه اذا ما أصابه اي مكروه لكن ذلك الحب سرعان ما يذوب عند احلك الشدائد والصعاب، فمن الناس من تقوم صداقته على البيع والشراء والمال، وهناك صنف آخر تقوم صداقته على امور دنيوية ليس لها معايير مهمة في حقيقة الصداقة ولا ترتبط بأية صلة في الدين.

والصداقة الحقيقية او حقيقة الصداقة هي التي تنشأ على الحب والبغض في الله فإذا احب الرجل المستقيم رجلاً قومه إذا اعوج ونصحه اذا أخطأ وكان له عوناً في حال ارتكابه ادنى زلة، والمحبة في الدين هي الخلة والصداقة بكل ما فيها من معان وأنواع في الدنيا تنتهي يوم القيامة وتذوب بسرعة بل وتتحول الى عداء وخصومة، لانها قامت في الدنيا على ثوابت هشة، إلا صداقة المتقين فإنها قائمة في الآخرة مثل ما كانت في الدنيا ثابتة وراسية. قال الله تعالى في سورة الزخرف: {الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} والأخلاء هم الاصدقاء .. وقد حبب ديننا الاسلامي الحنيف بل وأمر بمصاحبة الاخيار واتخاذهم أخلاء حتى يجنى من طيب آثارهم ويحصل كل جميل بمجالستهم ورفقتهم فليس لديهم إلا الخير ولا وجود للمنكر عندهم. قال الشاعر صالح عبدالقدوس في قصيدته الرائعة (نصائح وآداب):

واختر قرينك واصطفيه تفاخراً

ان القرين الى المقارن ينسب

والصداقة القائمة على حب المال وما شابه ذلك تزول مع زوال تلك المادة، لأن طرفي مصطلحها لم يكن همهما سوى جمع المال وهؤلاء ليس لهم وصف الا اللئام كما ذكر الشاعر صالح عبدالقدوس في قصيدته التي اسلفت ذكرها:

واحذر مصاحبة اللئيم فإنه

يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب

فالواجب على كل مسلم ان يبني صداقته على الحب والبغض في الله لأن الصداقة التي تقوم على ذلك قصر منيف لا يمكن للتيارات المختلفة أن تزعزع ثوابته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى