البابا يؤكد على احترامه للمسلمين ودعوته للحوار

> كاستلجندولفو «الأيام» رويترز :

>
البابا بنديكتوس السادس عشر
البابا بنديكتوس السادس عشر
أكد البابا بنديكت للمسلمين أمس الإثنين احترامه للمسلمين والتزامه بالحوار في مقابلة غير مسبوقة لتهدئة الغضب حيال استخدامه مقتبسات جاء فيها أن الاسلام انتشر بحد السيف,ففي كلمة ألقاها أمام المبعوثين الدبلوماسيين من نحو 20 دولة اسلامية بالاضافة إلى زعماء الجالية المسلمة في ايطاليا ذاتها عقدها في مقره الصيفي جنوب روما قال البابا إن المسيحيين والمسلمين يتعين عليهم نبذ العنف.

وقال العديد من المبعوثين الذين شهدوا الاجتماع إنهم يعتبرون أن الاجتماع قطع شوطا بعيدا نحو محاولة وضع حد للضجة التي نشبت قبل أسبوعين إثر محاضرة ألقاها البابا في إحدى الجامعات في ألمانيا مسقط رأسه.

وقال خليل الطوبات عضو مجموعة الاتصال بين الجالية المسلمة الايطالية وبين الحكومة "أعتقد أن الاجتماع حل كثيرا من المشكلات.. في مقدورنا أن نوقف هذا الجدل."

وتعمد البابا عدم ذكر المقتبس الذي أثار غضبة المسلمين في جميع أنحاء العالم مكتفيا بالقول إن الظروف التي دعت إلى عقد الاجتماع "معروفة للجميع."

وقال البابا (79 عاما) في الاجتماع الذي عقد في المقر البابوي الصيفي "يتحتم على المسيحيين والمسلمين أن يتعلموا كيف يعملون سويا من أجل مواجهة جميع صور عدم التسامح ومعارضة كل مظاهر العنف."

وهذه هي المرة الرابعة التي يحاول فيها البابا أن يصلح الأمور مع المسلمين دون أن يعتذر صراحة عما جاء في كلمته التي ألقاها يوم 12 سبتمبر أيلول.

وتعتبر هذه الأزمة الأعنف دوليا التي يواجهها البابا منذ انتخابه في شهر أبريل نيسان عام 2005 كما أثارت حدة بعض ردود الفعل شكوكا بشأن زيارته التي يعتزم القيام بها إلى تركيا في شهر نوفمبر تشرين الثاني.

وقال ماريو سيالوجا مستشار القسم الايطالي برابطة العالم الاسلامي الذي شهد اللقاء لرويترز فيما بعد إنه يعتقد أن كلمة البابا كانت "جيدة جدا واتسمت بالدفء."

وقال سيالوجا إنه "على الرغم من أن البابا استدعى الاختلافات فإنه أعرب عن استعداده لمواصلة حوار ودي ومثمر." وأضاف سيالوجا أنه "لم يكن يتوقع اعتذارا آخر."

واتسم مناخ الاجتماع الذي استغرق 30 دقيقة واذاعه تلفزيون واذاعة الفاتيكان على الهواء مباشرة بالود. وحرص البابا على الترحيب بكل من المبعوثين الحاضرين بصورة شخصية والحديث معه بصورة ودية عقب الانتهاء من إلقاء كلمته.

وأعرب زعيم أكثر من مليار مسيحي كاثوليكي عن أسفه حيال رد الفعل الذي أثاره اقتباسه عن الامبراطور البيزنطي مانويل باليولوجوس الثاني قوله إن النبي محمد أمر "بنشر الدين الذي يدعو إليه بحد السيف."

وقال البابا إن المسيحيين والمسلمين يتعين عليهم أن يتعلموا من الماضي وأن يعملوا من أجل مستقبل أفضل. وقال "أدعو مخلصا أن تستمر علاقات الثقة التي ترعرعت بين المسيحيين وبين المسلمين على مدى سنوات عديدة.. ليس هذا فحسب بل أن تحقق مزيدا من الازدهار تمشيا مع روح الحوار المخلص القائم على الاحترام."

وقال السفير العراقي ألبرت إدوارد اسماعيل يلدا إنه راض عما جاء في كلمة البابا. وقال السفير العراقي للصحفيين "أدعو العلي القدير أن نتجاوز الأزمة. نحن بحاجة إلى أن نجلس سويا.. مسلمين ومسيحيين ويهود.. وسائر العالم وسائر الأديان من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة للتعايش السلمي."

وقال البابا إن نيته في استخدام الاقتباس الذي ذكره في ألمانيا قبل أسبوعين كانت إيضاح أن الدين والعنف يختلفان لكن الدين والعقل يتفقان.

وأشار البابا في كلمته التي ألقاها بالفرنسية لكن صحيفة الفاتيكان نشرتها بالعربية أيضا غير ذي مرة إلى الحاجة إلى اقامة حوار بين الأديان.

لكن البابا اقتبس من كلمة لسلفه يوحنا بولس دعوته إلى "المعاملة بالمثل في جميع أوجه" العلاقات بين الاسلام وبين المسيحية في ما يعد إشارة إلى المملكة السعودية ودول إسلامية أخرى حيث لا تتمتع الأقليات المسيحية بحرية دينية كاملة.

وتظاهر آلاف من المسلمين ضد البابا عقب صلاة الجمعة الماضية في مساجد في أنحاء العالم لكن الغضب وحجم المظاهرات يبدو آخذا في التراجع.

(شارك في التغطية فيليب بوليلا في مدينة الفاتيكان وستيفن براون في روما)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى