تأجيل محاكمة صدام ومعاونيه في قضية الابادة الجماعية حتى اكتوبر

> بغداد «الأيام» بيتر جراف :

>
محاكمة صدام ومعاونيه
محاكمة صدام ومعاونيه
طرد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس الثلاثاء من قاعة المحكمة خلال محاكمته بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية وذلك للمرة الثالثة على التوالي بعدما سادت الفوضى في أعقاب إقالة رئيس المحكمة السابق الأسبوع الماضي.

وأتيحت للعراقيين فرصة رؤية المشهد التلفزيوني النادر لحكامهم السابقين وهم يصيحون ويلوحون بأيديهم حيث طرد القاضي المتهمين الستة الآخرين أيضا.

وحذرت منظمات الحقوق القانونية الدولية من أن إقالة القاضي السابق عبد الله العامري قد تضر بمصداقية المحاكمة التاريخية. وأقالت الحكومة العراقية العامري الأسبوع الماضي بعدما قال لصدام "أنت لم تكن دكتاتورا."

وطرد القاضي الجديد محمد العريبي صدام خلال الجلستين السابقتين اللتين قاد فيهما المحاكمة الأسبوع الماضي. واستهل العريبي جلسة أمس بتوجيه محاضرة إلى صدام لضبط سلوكه.

وترك القاضي صدام يدلي ببيان لمدة 20 دقيقة بينما كانت مكبرات الصوت مغلقة حتى لا يمكن للصحفيين داخل المكان المخصص لهم والمحاط بالزجاج سماع ما ي قوله الرئيس المخلوع.

ولكن بعد سماع أقوال شاهدين كرديين بدأ صدام الجدال مرة أخرى ونفد صبر القاضي.

وقال العريبي لصدام "انت متهم... يجب ان تحترم المحكمة." ثم قال بعد ان ا حتدم النقاش داخل القاعة "قررت المحكمة ابعاد المتهم صدام حسين من قاعة المحكمة."

وغادر صدام القاعة وهو يبتسم وحينها وقف مساعدوه الستة وحاولوا أن يتبعوه مطالبين بالخروج أيضا,وصاح القاضي مطالبا بإخراج صدام وإعادة باقي المتهمين إلى مقاعدهم,وبدأ عدد من المتهمين الصياح والتلويح بايديهم باتجاه القاضي.

وعلى غير العادة ترك الصوت مفتوحا للبث التلفزيوني وهو ما سمح لجميع العراقيين بمتابعة عدة دقائق من الفوضى داخل قاعة المحكمة بالصوت والصورة.

وطرد العريبي أحدهم وهو وزير الدفاع السابق سلطان هاشم قبل أن يأمر برفع الجلسة للاستراحة ويغلق الصوت,وقال مصدر قريب من المحكمة إنه طرد المتهمين الآخرين بعد ذلك.

ورغم ان صدام طرد من قاعة المحكمة خلال الجلستين السابقتين إلا أن جلسة أمس الثلاثاء كانت الأولى في هذه المحاكمة التي تستأنف دون وجود أي من المتهمين في المحكمة.

ويقاطع محامو الدفاع المحاكمة منذ تولي القاضي الجديد الأسبوع الماضي ولذلك فقد مثل المتهمين محامون عينتهم المحكمة.

ويمكن أن يواجه صدام والمتهمون الستة حكما بالاعدام شنقا فيما يتعلق بمقتل ما يقدر بنحو 180 ألف قروي كردي في حملة الأنفال عام 1988 من بينهم آلاف قتلوا بالغاز السام.

ويواجه صدام وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم "علي الكيماوي" تهما بالابادة الجماعية,ويواجه المتهمون الخمسة الآخرون تهما بالقتل الجماعي وبارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وقالت الجماعات الدولية المدافعة عن الحقوق القانونية إن إقالة القاضي قد تضر بشرعية المحاكمة. لكن المدعين قالوا إن العامري كان متساهلا للغاية حيث سمح لصدام بتهديد الشهود,وكان صدام قال للمشتكين في وقت سابق من الشهر الجاري "سنسحق رؤوسكم."

وشهدت المحاكمة شهادات مثيرة للعواطف أدلى بها قرويون أكراد كانوا يقصون معاناتهم خلال حملة الأنفال التي هاجمت خلالها قوات صدام الأكراد الذين اتهمهم بمساعدة إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات.

وقبل طرد صدام اليوم (أمس) استمعت المحكمة إلى الشاهد عاصي مصطفى أحمد وهو قروي في الخمسينات من العمر والذي قال إنه كان مجندا بالجيش العراقي وسجين حرب لدى إيران.

وعندما عاد في عام 1990 وجد منزله مدمرا كما فقد اثر زوجته وأطفاله الأربعة الذين لم يعثر عليهم بعدها.

وعندما سئل عما إذا كان يطلب تعويضا قال الشاهد إن العالم كله لا يعوضه عن ظفر اصبع أحد أطفاله.

وبعد الانتهاء من الاستماع الى اقوال الشهود أرجأ القاضي المحاكمة الى التاسع من اكتوبر تشرين الاول معطيا المتهمين فسحة من الوقت للاتصال بمحاميهم او توكيل محامين جدد.

ومن المقرر صدور حكم الشهر القادم في محاكمة أولى بدأت في اكتوبر تشرين الاول الماضي وتتعلق بمقتل 148 شيعيا من بلدة الدجيل. وكان الرئيس الأول لتلك المحكمة في تلك القضية استقال احتجاجا على التدخل السياسي. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى