> كشفت الساعات الأولى من فجر أمس الثلاثاء عن كارثة حقيقية خلفها الحريق الهائل الذي اندلع منتصف ليل أمس الأول في العمارة السكنية بمنطقة الخساف، بمديرية صيرة محافظة عدن، حيث صدم الأهالي لدى تمكنهم من اقتحام المبنى عند خفة حدة الحريق قرب الفجر بوجود عشر جثت بين حطام شقق المبنى ماتت اختناقا واحتراقا بسبب الأدخنة الكثيفة الناجمة عن الحريق من جانب وفشل رجال الإطفاء في الوصول إليهم أو إخماد الحريق من الجانب الآخر، والذي لم تتمكن فرق الدفاع المدني من إخماده سوى مغرب يوم أمس والذي أسفر ايضا عن اصابة 10 آخرين إصابات مختلفة.

وتأسف «الأيام» للمعلومات التي نشرتها أمس وذلك لحصولها عليها في وقت متأخر قبل الطباعة بوقت قصير.

وعزا أهالي المنطقة فداحة الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الكارثة الى فشل الدفاع المدني في السيطرة على الحريق ومنع انتشار ألسنة اللهب بين طوابق المبنى حيث ظلوا في حالة تخبط على الرغم من وجود أكثر من سبع عربات إطفاء حديثة احداها مزودة بمصعد آلي كان بالإمكان إنقاذ الضحايا بواسطته إذا توفرت الكوادر الكفؤة، اضافة الى الافتقار الكامل الى معدات اقتحام المباني المحترقة سواء من الملابس الواقية أو اسطوانات اطفاء النيران أو السلالم.

وعن هذه الكارثة الانسانية صرح لـ «الأيام» الأخ خالد وهبي، مدير عام مديرية صيرة، قائلا: «فور علمنا بالحريق توجهنا الى موقع العمارة التي نشب فيها الحريق وكان كبيرا جدا ورغم تواجد عربات المطافئ إلا ان الحريق الذي كان سببه التماس كهربائي بحسب التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية وكشفت عن بداية الحريق في سلم العمارة مما حال دون خروج الساكنين وعلى الرغم من وجود عربات الاطفاء إلا انه كان واضحا غياب التنسيق بين أجهزة الدفاع المدني وكان أمرا ملحوظا للمواطن البسيط فعلى الرغم من وجود العدد الكبير من عربات الاطفاء إلا أنه لا يوجد تنسيق بين الأجهزة المختلفة للدفاع المدني ولا يوجد شخص مسئول عن هذه العربات في الموقع لنتمكن من الحديث معه».

واضاف مدير عام مديرية صيرة: «عربات الاطفاء حديثة ومجهزة إلا ان العاملين على هذه العربات واجهزتهم يبدو لي انهم بحاجة الى دورات تدريبية بحاجة الى ان تكون هناك خطة لدى أجهزة الدفاع لكيفية اجلاء المواطنين من موقع الحريق، هذه اشياء ساعدت على ان الحريق يستمر لفترة طويلة رغم انهم قاموا بمجهود كبير في انقاذ أسرة من ثمانية أشخاص إلا أننا فقدنا في الحريق أسرة كاملة هي أسرة آل طرموم المكونة من ثمانية أفراد وكذلك فقدنا الاستاذ عمر بادقيل وحرمه وهو من الشخصيات المعروفة في محافظة عدن وكان أمين المال البلدي، ونتقدم بالتعازي والمواساة نيابة عن السلطة المحلية لمحافظة عدن الى ذوي الضحايا».

واختتم الأخ خالد وهبي قائلا: «أدعو السلطة المحلية والسلطة المركزية الى دعم فرق الانقاذ المدني فإذا كانت هذه الحادثة في عمارة واحدة فكيف سيكون الوضع لو كان أسوأ، لذا يجب ان تكون فرق الدفاع المدني مجهزة ومدربة على العمل لأن حياة البشر ليست رخيصة ولا يجوز ان يكون الضحايا بهذا العدد الكبير، ويجب علينا جميعا ان نتحمل مسئولياتنا وعلى الجهات المختصة ان ترفد الدفاع المدني بالكوادر المدربة لمثل هذه الأمور والتجهيزات المطلوبة، ايضا المرافق الصحية يجب ان تكون مجهزة تجهيزا كاملا لاستقبال مثل هذه الحالات لأننا لاحظنا بعض النواقص وقد شدد الأخ محافظ عدن على كافة الأجهزة رفع جاهزيتها، واعتقد ان هناك توجيهات لتجهيز فرقة لمواجهة الكوارث في مديرية صيرة، ومطلوب من أجهزة الدفاع المدني ان تطور اساليب عملها فعلى الرغم من بذلهم جهودا الا انها جهود غير منظمة وغير منسقة ولوكانت كذلك الى جانب وجود دورات تدريبية لهم على عربات الاطفاء الحديثة التي بحوزتهم أنا باعتقادي كانت الخسائر ستقل».

وقد قام الأخوان أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن وعبدالكريم شائف، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة وأحمد الضلاعي، الوكيل المساعد بالمحافظة بنزول ميداني لتفقد الاضرار التي لحقت بالعمارة وساكنيها يوم أمس.

وعلمت «الأيام» أن أوامر رئاسية صدرت تقضي بترميم العمارة على نفقة المحافظة ودفع إيجارات لساكنيها لفترة 5 أشهر خلال فترة ترميم العمارة ودفع تعويضات تشمل شراء الأثاث المنزلي وكل ما لحق بسكان العمارة من أضرار.. ومن المقرر أن يقوم فريق هندسي اليوم بزيارة موقع العمارة لتقييم الأضرار.

«الأيام» تقديم بأحر التعازي وعظيم المواساة الى أسر وذوي شهداء هذه الكارثة سائلين المولى سبحانه وتعالى ان يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنهم فسيح جناته وان يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون.