هيا يا كرومايكا سوكو سوكو!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
من كثرة ما تعود الناس على «البرشتة» حق المسئولين و«الكمشنة» على كل مشروع ومستثمر أصبح من الصعب جداً اقناعهم بأن هذا المشروع أو هذا الانجاز أو هذا البناء والتعمير هو «صافي تكت» مئة في المئة. وواجب علينا قبل المضي قدماً في الكلام ان نفسر معاني الكلمات المقوسة أعلاه.. ففي شروح الكلام عند الأولين والآخرين ان المبرشت هو الفاعل الاصل في البرشتة ويقال برشت يبرشت فهو مبرشت بكسر الشين وكسر حقو كل مبرشت أثيم آمين يا رب العالمين.. أما البرشته نفسها والتي هي الفعل فمعناها القحصصة أو القرممة او الجدممة لأبوهم الجذم يجرذمهم وخلاصتها في كل قواميسنا ومجالسنا الشعبية هي المسراقة على شكل رشوة.. يعني أنا اذا أشتي أبني برج أو حتى عمود لأي غرض اتصالاتي مثلاً أجيب المقاول بلا مناقصة ولا مزايدة ولا يحزنون وأسأله كم بايكون حساب انجاز العمل فيتمحكك ويتشحكك وتومايا كرومايكا سوكو سوكو.. فأنهره قائلاً:« بلا محككة بلا سوكو موكو.. قل لي كم تشتي تكاليف؟» فيرد مؤكداً على مسألة السوكو سوكو وضرورة معرفة تفاصيل الصافي تكت.. وأوضح له بالقول: «شوف ياشيكو ميكو.. أنت زيك زي قلتك بلا صافي تكت بلا تعب.. أنا وأنت وناس أصحابي كلهم في اليد بانجهز الورق صافي مصفى ولا لك إلا شغل حسب الاصول.. بس انا أفدا ابوك لا تتعبش قلبي وقل كذا بالمفتوح كم باتشل.. وكم بايصفي لي أنا وأصحابي .. لا تنساش انه في بعدي ناس يشتوا نصيبهم زيك كذا لما بعدك ناس يشتوا سوكو سوكو.. مش كذا وإلا لا؟».

وهكذا يتصور الخيال الشعبي ان الصفقة تتم بين الطرف الأول اللي هو المبرشت والطرف الثاني اللي هو السوكو سوكو على اساس انه: يكتب السوكو المبالغ اللي يحبها قلبه شريطة ان يراعي البرشتة المطلوبة من الأخ المبرشت له ولأصحابه الحرامية.. وفي هذه الحالة يا بايكون البيل (يعني الفاتورة) كبير كثير يا بايكون المشروع من حق أم الجن.. ويا عيال لا تلعبوش بالواير بايمسككم الربل! هذا كله بالرغم من ان كل الاوراق والاتفاقيات صافي تكت على سنجة عشرة.. وصافي تكت معناها شهادة او وثيقة وياعيال اطرحوا الربل خليكم المماساة.

لاحظوا هنا اننا ماقلتش انه كل المشاريع تتم بهذه الطريقة السوكو سوكوية فهناك الكثير من المشاريع في طول البلاد وعرضها تتم بشرف وناموس بفضل مسئولين محترمين عندهم شرف وناموس.. وعندهم واعز وطني كابح يجعل منهم ناس وطنيين يقدمون مصلحة وطنهم عامة على مصلحتهم الخاصة.. لكنهم للأسف مش كثيرين لذلك صار الفساد أكثر منهم.. وجعل كثير من الناس من أمثال محمود شوكرة وعمر طبازة وعمبر ابو علعلة كلما شافوا مشروع جديد في أي مكان باليمن لفتوا الى فوق وقالوا: «الله يعلم كم قرّح المسئول عن هذا المشروع الى جيبه».

شوفوا كيف يا اخواني الفساد كيف يجعل من المسراقة والاعمال السيئة تطغى على الاعمال الزفتة؟ ليش؟ لانه الناس اتعودوا في حياتهم على رؤية الفساد في كل شيء.. واللي ماشافش.. ياعيال احسن لكم اطرحوا الربل قبل ما أقوم أراشخ بكم.. عفواً أعزائي القراء بس ذونا عيال زناقل ماخلوش لنا أحوالنا وأنا والله خايف لا عاد تصعقهم الكرهباء.. إيش كنا نقول؟ أيوه.. واللي ماشافش إلا الفاسدين بايفتكر انه كل الناس فاسدين واللي شاف أي عمل ينجز او بناء يبنى او طريق يرصف باتسمعه على طول يقول:«الله يعلم كم قرح المسؤول على هذا المشروع من زلط».

مع انه المسئول هنا قد يكون شريف ومظلوم لكن تكلم من؟ وعندما حاولت المحاججة انبرى لي الاخ محمود شوكرة واقفاً مثل القلم الرصاص وهو يقول :« انكان تشتي تعرف الحقيقة روح شوف المسائيل دولا أصحاب المشاريع حق السوكو سوكو صافي تيكت.. شوف بيوتهم وكم يملكوا من عمارات وبيوت وبوابير.. منشان كذا نحنا ومن كل بد بانشك انه أي «مكمشن» لازم با يفسد أي «سوكو سوكو» وأي سوكو سيكو بايفعل المثل لانه المصلحة مشتركة.. أنا شوفنا دلاّل وأفهم السوق وماحد يقول للجمل دور وعينه أكبر من عين شوكرة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى