الفضائية اليمنية الثانية (عدن)

> «الأيام» عامر علي سلام:

> في مطلع الألفية الثالثة.. في عصرالعولمة، حينما أصبحت الكرة الأرضية قرية كونية صغيرة في عصر الاتصالات وتقنية المعلومات وظهور أجيال متتابعة من تقنية الاتصالات والانترنت، تنامت في الوقت نفسه أهمية الإعلام في الحياة الإنسانية والسكانية المعاصرة، ولقد انعكست كل التطورات المتجددة التي نعيشها اليوم في المجالات العلمية والتكنولوجية الصناعية الحديثة على الإعلام ووسائله، وبثه وبرامجه ورسالته على مستوى الكوكب عموماً.. في فضاء واسع تتسع فيه الفضائيات وتتكاثر لتتجاوز بأعدادها الدول والقوميات واللغات في قارات العالم وفي نطاق أوسع وأعم يحتوي كوكب (الأرض) الذي يأوينا جميعاً، ولم يعد هناك حواجز قادرة على حجب الإعلام والتواصل وهذه الثورة المعلوماتية إلا لمن يريد أن يعيش في زواياه القطرية الضيقة.. وحتى ذلك للأسف- لا يستطيع أن يتحكم فيه!

ونحن في اليمن- اليوم- أمام محك التجربة الإعلامية الصعبة.. وأمام هذا التسابق الفضائي كماً ونوعاً، نقع ونصر على أن نسكن الفجوة دوماً، الفجوة التي تكبر أمامنا بين العمليات الإعلامية الرائدة والمتجددة في كوكب صغير عبر امتلاك الفضاء والسيطرة عليه والتفنن في التوظيف الإعلامي له ، وأداء الرسالة الإعلامية، وبين واقع التخلف الإعلامي الذي يطبق علينا فكراً وتقنية ورسالة.. حتى نختمها تشريعاً وممارسة!!

وأخيراً وبعد طول صبر وانتظار تمت الموافقة الوزارية النهائية على أن تصبح القناة الثانية (عدن) فضائية يمنية ثانية ، وهي القناة التي تـأسست عام 1964، وكانت ثالث قناة عربية على مستوى الوطن العربي، هاهي بعد مرور أكثر من أربعة عقود تأتيها الموافقة بالتأهيل لترتفع من قوقعتها المستدامة إلى فضاء الآخرين كآخر القنوات العربية الفضائية!! فهل هذه الموافقة النهائية هي الضمانة الحقيقية لنجاح العمل الإعلامي في القناة الثانية (عدن) في ظل حقيقة الإعلام المتعدد المنشود والذي نسعى إليه ولو بخطى وئيدة.. ولكننا- نتمنى أن لن نتراجع عنها.

«فقد أعطى القانون رقم (32) لسنة 2003م بتنظيم المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون للمؤسسة وحدها حق البث الإذاعي والتلفزيوني الأرضي والفضائي وبذلك يعتبر هذا النشاط محتكراً من قبل الدول فهي التي تقيم المحطات الإذاعية والتلفزيونية، وفي نفس الوقت أتاح النظام الفرصة لإقامة مؤسسات للإنتاج الاذاعي والتلفزيوني على إطلاق مفهوم الإنتاج كنوع من التجارة والاستثمار. حيث مازالت الدراسات قائمة بما في ذلك إقامة منطقة إعلامية استثمارية خاصة في المناطق الحرة». ( جاء ذلك في ورقة العمل المقدمة من وزير الإعلام الاستاذ حسن اللوزي لمؤتمر صنعاء للديمقراطية والإصلاح وحرية التعبير- في يونيو 2006م).

وهي دعوة للفضائية اليمنية الثانية (عدن) لأن تكون قناة إنتاج إعلامي مستثمر من قبل الدولة أولاً. وبوابة للإعلام الملتزم والهادف أمام الإنتاج لمنطقة الخليج والجزيرة العربية- كقناة وتلفزيون دبي (حالياً) وكما كانت عدن مركز إشعاع ثقافي وإعلامي للتسجيلات والإنتاج الاعلامي قديماً.. فهي قادرة أن تعيد سيرتها الأولى إذا صدقت النيات.. وعزمت العزائم، وكان للقائمين على إعلامنا الرسمي حرية إعطاء الهوية الصحيحة للقناة الفضائية (عدن) هوية إعلامية يمنية خاصة - ثقافية وإخبارية وإنتـاجية ملتزمة بهوية الوطن اليمني الواحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى