يا طيره طيري يا حمامة

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
اطلعت على رد الفعل الذي أحدثه المقال الذي كتبته يوم الأربعاء الماضي والذي تمثل في التجاوب المسئول مع ما نشرته «الأيام» من نقد لشركة الطيران اليمنية في عمودنا حق الأسبوع الماضي ولقد أثارت دهشتي سرعة رد الفعل والاهتمام الذي أدى إلى فتح تحقيق حول م اورد في المقال .. وهو شيء يسعدني حقاً .. بل إن الظاهرة بحد ذاتها تنم عن مسئولية قيادية رفيعة المستوى وعن حسِّ حضاري طالما افتقدناه ونحن نرى الكثير من المؤسسات والمرافق تتدهور والكلمات تكتب والعجلة تدور ولا حياة لمن تنادي.. فمن النادر أن يطلع علينا في هذا الزمن من يمتلك القدرة على الوقوف والمواجهة والرد والعمل بشجاعة على إصلاح الأخطاء حيثما يجد الأخطاء .. والخلاصة أنني سعيد جداً برد اليمنية الذي نشر في عدد يوم السبت الماضي واتفق مع كل ما جاء فيه تنفيذاً لتوجيهات الكابتن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة اليمنية .. ونتيجة لذلك فقد قام الأخ محمد الجنيد مدير منطقة عدن في طيران اليمنية والذي يرأس لجنة التحقيق في مستوى الخدمات والعمل لإيجاد أفضل السبل التي تلبي احتياجات زبائن الشركة بالاتصال بي مشكوراً وأبدى استعداد الشركة للنظر إلى كل الشكاوى والتظلمات واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخلين بمهام وواجبات الشركة (وهذه فرصة للاخوة القراء بتوجيه كافة شكاواهم إذا وجدت إلى المصدر المباشر للقيام بإجراءاته) وعلى نفس الخط حدثني الزميل فتحي بازهير وهو صديق قديم من المسئولين في طيران اليمنية ودار الحديث متمحوراً حول نفس المسألة والإيجابيات الكثيرة التي تبشر بالحلول أولاً بأول حتى تستعيد اليمنية مكانتها المرموقة التي كانت تحتلها في الزمان الأول .

الحمد لله إنه في كما قلنا عاده باقي ناس عندهم حس مسئول يتابعوا ويسألوا ويعملوا على تصحيح الخطأ أينما وجدوه وهذا شيء جيد ومبشر بالتطور .. وياليت كل ما تنشره «الأيام» من مشاكل وشكاوى يلقى نفس التجاوب ونفس الاهتمام والسرعة وكذلك المعالجة .. لو كذه فاته الدنيا بخير .. وعلى كل حال نحن في هذا الموضوع مش بس مركزين على جزء واحد من المشكلة خاصة بعدن وحدها .. صحيح أن أساس المشكلة في عدن هو تهميشها كمنطقة طيران رئيسية بدون مبرر مقبول تطرحه الشركة على زبائنها .. لكن تركيزنا ينبغي أن يشمل عملية تطوير شاملة للشركة من حيث الكم والكيف والمدى .. فالزبائن الذين يسافرون جواً في رحلات داخلية أو خارجية يريدون مقابل النقود التي يدفعونها - وهي ليست قليلة - أفضل مستوى من الخدمات من حيث انضباط مواعيد السفر والوصول وأيسر السبل لقطع المسافات في راحة وأمان بدلاً من كثرة محطات الطرطرة والشرشحة في ترانزيتات ما أنزل الله بها من سلطان . وهكذا فإن المصداقية لا تتحقق في يوم وليلة ولكنها تحتاج إلى عمل متواصل دؤوب ومثابر لكي يؤتي ثماره .

إن أسوأ ما يقع فيه المسافر هو أن يذهب إلى المطار ليقال له إن رحلته قد تأجلت أو ألغيت .. وأسوأ من ذلك هو أن يقطع المسافر تذكرة ذهاب وإياب في أماكن (مدن) معينة محددة التواريخ والمواعيد للذهاب والعودة .. ثم يكتشف بعد انتقاله إلى مقصد سفره .. أن عودته لن تكون ممكنة إلا إلى العاصمة صنعاء؟! كيف ولكن؟! وليش؟! هذه مسائل تسأل عنها هناك عندما تصل بالسلامة وضروري أنهم هناك سوف يدلونك على الطائرة التي ستنتقل إليها وموعدها الذي سيقلع بك إلى محطة وصولك النهائية .. وبعدما توصل صنعاء وتسأل يجيئك الجواب بكل برود .. أن الطائرة التي تبحث عنها قد أقلعت قبل ساعة!!! إذن ؟ وكيف الحل؟ وما معك يا صاحبي إلا تتوكل على الله وتسكن في صنعاء أو تشل لك بابور انجيز يوديك إلى المكان اللي حجزت في الطائرة للذهاب إليه!

إذا كانت هناك إحصائيات في مطار صنعاء وإذا كان هناك أحد يريد أن يعرف فما معاكم إلا أن تسألوا : كم عدد الذين استأجروا سيارات من مطار صنعاء أو من المدينة نفسها ليسافروا إلى مدنهم وفي مقدمتها عدن بينما كان المفروض أن يعودوا إلى هناك معززين مكرمين بطائرة اليمنية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى