> المجلجل باشتيك كومندر هو الآن المستري الكبير في هذي المؤسسة كلها علاوة على أن شخصيته الاجتماعية الاقتصادية السياسية جعلته رئيساً فخرياً لهذا التجمع وأباً روحياً لهذا الباص وضيفاً دائماً على هذا الهوتيل ( يعني زي أصحاب أول يقصدوا بكلمة هوتيل مطعم) وفي لعب الكيرم له باع طويل ويفهم في قمار البطة وغير البطة.. وسباحة يسبح وكمان يركب على ظهر الخيول.. الأستاذ باشتيك كمان معه شهادة كبيرة من حق برع منشان ما أحد يفك لقفه ويقول انه منقص شيء.. وفوق ذا كله زيما يقول صديقي حامد جامع معه دعوة الوالدين.. الباشتيك كومندر دخله كثير واسع ومتعدد الأطراف والأوساط وكمان يجري مع هذي الحكومة بوساطة ناس من أصحابه القدامى اللي كان دعمهم لدعاء الوالدين حقه الدور الكبير في جلجلة الباشتيك كومندر الذي هو الآن يريد أن يتخطى مكانته كمستري كبير في مؤسسة ليصل بعلعلاته وعلاقاته وبعسساته ومعصصاته إلى مرحلة الانتشار الفاتك أو الفتاك وزيما كان عبده قلّيط الله يرحمه يقول إنه: «يشتي يكون بصلة في كل مطبخ» وأظنه الآن قد بلغ مرحلة التبصل.. ففوق المهاطشة والمباطشة اللي يمارسها ما بين سرقة من هنا وتقريحة من هناك تتوالم له قريب نص مليون ريال بالشهر وباقي الأربع مئة ألف اللي يحصلها من الحكومة يشتي يوصلها إلى خمسمائة ألف منشان الرقم يكون سوا سوا وباتوصل حتما بفضل اللصوص اللي يجروا له لأنهم سرق زيه وهو سارق زيهم وفي ظل أوضاع تكرس لهذا الصنف من الناس اللي ماعندهمش دم با ينجح الأخ الأستاذ الدكتور البروفسور والقوماسير (من الشرطة يعني صافي دريس) وهو المجلجل باشتيك كومندر.

والله في واحد يوم ذكرت هذا الباستر أيام العز وهو يحاول يتسلل من الطابور بدون تذكرة إلى داخل سينما مستر حمود.. بس وذا محمد حسن ليش ما يشقره وقبل ما تخطي رجله باب السينما ندري لك إلا ويد محمد حسن تمسك العرص من رقبته وينقفه من الطابور زي ما ينقف الواحد الفحمة بالملقط ويفرشه على الأرض ويالله اتباركوا يا جماعة اللي كف واللي زبطة واللي لطمة.. وإلى آخره.. وما هذه إلا نبذة خاطفة زي البرق من التاريخ النضالي للمستر مجلجل باشتيك كومندر المستري الكبير واللُطش العريق والسارق اللي براسه قشاشة.. أنا على ما أذكر يا حسن -قلت لحسن فرور -إننا شفتك هذيك الليلة بالسينما يا حسن.. عاده بالإمارة كان يمشي فيلم فريد الأطرش قصة حبي ذاكر وإلا لا؟ قال حسن بتأكيد:«إلا هلّنا وشفت الشمات كله حق الباشمندر» قلت له مصححاً: «اسمه الباشتيك كومندر!» قال فرور: «المهم قده هو ذاك هوه بس والله بالأمانة أنا رحمته على البهدلة اللي اتبهدله هذيك الليلة حتى اننا كنت أشتي أفارع عله.. لكن فين با أجي جنب ذيك الأمة اللي شبعنًّه من كل فاكهة وأبّا، انما لو تشتي الصدق هو يستاهل لأنه بالصدق كان قليل حياء.. كثير قليل حياء.. هيا بالله عليك من با يصدق؟ ومن يقدر يماسكه هذه الأيام؟» قلت: «هذا ثمن النضال يا حسن في سكة نضال الأحرار» قال: «يارجال أيش من أحرار هذا شلفوت وحرامي كبير بس قده الفلوس الله يلعن أبوها والمصيبة انه هذي الأمة ما يقنعوش ولا يشبعوا ولا يشبعهم شابع الله شايزيلهم!».

قال عدنان شوكرة: «أنا أقول اننا أعرفه هذا الرجال» قال حسن النعج: «ياخوتي هارجوني على رجال شو نبا به ذا المجلجل؟» قال شوكرة:«إلا إلا ذكرت إلا أعرفه أيوه عرفته مش هو اللي كان سفير إنه قائم بالأعمال إنه جالس بالتقييم» قلنا له: «أيوه هو بكله ودمه ولحمه!». اوه.. قال شوكرة: «ذا سارق كبير عادنا سمعت الشهر الأول إنه اتعين رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للشور والقول وقبل ذا قرح له قرار إنه مستشار للبنك الشاولي باولي وقبل ذا قده رئيس لجان البنية العلمية للتختة الفوقاني والتحتاني وكل من طلع درجة يسلم ألف والألف يتولد إلى مئة ألف ومئة ألف ترجع ألف ألف وهكذا الله يهبلهن». قال فرور:«ما له يا أخواني ذا يبان عله طحطوح كبير جدا جدا». قال النعج:«ياجماعة هارجونا على رجال» قال شوكرة موجها كلامه لأبي بشار: «والله يا أبو بشار مابا تصدق لو أقول لك.. هذا الرجال.. مله.. بس خلي لي حالي.. أقول والله والله كان يخور حق اللقمة وما يلاقيش.. وما فيش أخف من يده في المسراقة أعوذ بالله».. قلنا: «يا جماعة بس خلاص اتعلمنا كلنا واللي عاده ما تعلم يتعلم.. ما حد بهذي البلاد يترقى في المناصب إلا من كان سارق كبير مع الاعتذار للاستثناءات القليلة!».