نادي الذهب الأسود فكرة رائعة.. ولكن

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> قرأت أن ناديا نفطيا في اليمن قريبا سيرى النور ، وهو خبر طالعتنا به إحدى الصحف الرياضية المحلية في 15/4/2007م،وهذا الخبر شدني وتوقفت عنده كثيرا لكون فكرة تأسيس ناد نفطي في بلدنا هو ولا شك خطوة رائعة وليست بدعة يمنية، بقدر ما هو معمول به في بعض البلدان العربية، خاصة مصر الاقرب، وذلك لإطلاق العنان لأندية ستكون ذات إمكانات مادية ممتازة ستخفف العبء على وزارة الشباب والرياضة، التي تعاني من ضآلة التمويل ، ومن كثرة الأندية الفقيرة التي لا تقدر أن تتخلى عن (حليب الوزارة)، الذي لم يعد يكفي لهذا أولذاك بقدر ما يوحي بنضوب الحليب، فمنه العوض في أبناء وزارة الشباب والرياضة الذين يرضعون من (ثديها) لكوننا سنراهم عند أبواب(المساجد) لعلهم يحصلون على شيء من هذا أو ذاك يسدون به رمقهم.

ومع أنني أختلف مع حكاية أن النادي النفطي أو العسكري الذي تم الاعتراف به، سيقلل من الضغوط على وزارة الشباب والرياضة لكون النادي الجديد المراد إشهاره لن يكتب ورقة تنازل في حق الرضاعة من ثدي الوزارة، وإن كانت حتى رضعة واحدة في السنة لكونه أحد أبنائها، الذي عليها حق الرعاية والاهتمام والوصول لمال الوزارة أسوة بالآخرين.

هذا جانب أما الآخر فإن وجود ناد بهكذا مقاييس ومؤهلات تمت ولادته وفي فمه ملعقة من الذهب (الأسود) فإنه سيلخبط الدنيا وسيجعل من شباب وعيال الجيران في أنديتنا المسكينة والفقيرة يتشعبطون في الانضمام الى هذا النادي الذي سيضرب المعادلة لخارطة أنديتنا الفقيرة وسيفتح طاقة العصيان أمام البقية الباقية من لاعبينا، وبعدها لن تروا في ساحة الرياضة إلا النادي النفطي، وقد أكل أخضر ويابس الكرة اليمنية، وعلى البقية الاصطفاف، ليس الوطني بقدر ما هو لتعظيم السلام وإفراد التحية لنجوم هذا النادي الذين سيغرفون من دولارات البترول.

إنني هنا لا أقف ممانعا أو متشائما من ناد بهكذا إمكانيات إلا أنني أعتقد أن الفكرة بعيدة شوية عن واقع التطبيق لأنه لو أتيح لمثل وجود هذه الاندية سنرى التسابق من بقية الوزارات والمؤسسات لإنشاء أندية من هذا القبيل، والتي ستخلق هذه المؤسسات والوزارات حنفية للصرف على غرار ما يحدث في كثير من الامور، التي يتم فيها الصرف بلا حسيب ولا رقيب.

إلى جانب أن الاعتراف بمثل هذه الاندية سيحد من الاهداف التي أنشئت من أجلها هذه الاندية والتي هي ليست كلها (زبط ردع) بقدر ما هناك أهداف أكثر نفعا على الوطن وشبابه يعرفها كل ذي بصيرة.

ربما الجاه والشهرة التي يحفل بها قطاع الشباب والرياضة هي الدافع الاقوى لظهور مثل هذه الاندية التي لن تأتي بجديد بقدر ما سيكون الضرر أفدح، لكون المعادلة ستنقلب وسنرى لاعبينا ،وقد خرجوا عن بيت الطاعة بل ويتسابقون في رسائل الشكاوى الى الاتحاد الدولي لإنصافهم والعمل بالمرسوم الفيفاوي الذي يقضي بتحرير اللاعبين من (عبودية) الاندية الذي سيبدأ سريانه من يونيو المقبل وسنرى اللاعبين يتسابقون في إرسال سيرهم الذاتية الى معالي الوزير (بحاح) الذي سيصبح عنده تخمة من اللاعبين كما هو حاصل في اتحاد جدة السعودي.

لذلك أقول أن فكرة النادي النفطي لا تتناسب مع واقعنا اليمني وهذه وجهة نظر ليس إلا.. قابلة للصواب أو الخطأ.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى