حقول .. الشفاء في حمامات دمت

> «الأيام» د. صلاح بامحرز:

> حكى لي أحد المرضى الذين يترددون علي باستمرار في إحدى زياراته أنه كان يعاني قبل سنوات طويلة من مرض جلدي مزمن يسمى (الصدفية) وأن هذا المرض أعياه ، فاضطر إلى زيارة معظم أطباء الجلدية دون فائدة ، وفي أحد الأيام -حسب قوله- نصحه أحد أصدقائه بالذهاب إلى منطقة دمت والاغتسال بمياه عيونها الحارة ففعل ذلك وكانت النتيجة مذهلة بالنسبة له حيث اختفى مرضه كليا ولم يعد له من وقتها.

> طبعا حينها أخذت أبادله الحديث في الحقائق العلمية حول فوائد مياه العيون الحارة في الاستشفاء من الكثير من الامراض ، ولا أخفيك أنني بعدما تركت العيادة توجهت مباشرة إلى مكتبتي الصغيرة وبحثت فيها عن كتاب قديم يتكلم في هذا الموضوع وهذه المرة تفاجأت بالعديد من الحقائق التي لم أركز عليها سابقا وهي حقائق مذهلة حقا ، فهذا النوع من العلاج عرف قبل آلاف السنين من قبل الإغريق، وقرآننا الكريم نفسه يحث في العديد من آياته على استخدام المياه الحارة للعلاج، وكلنا يعرف قصة سيدنا أيوب عليه السلام حينما ابتلي في جسده فأمره الله بالاغتسال بالمياه الحارة في قوله تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} فكان له الشفاء. أما فوائد هذه المياه فتكمن في حرارتها العالية وقلويتها المرتفعة وفي تشبعها بنسب عالية لشوادر كثيرة كالمغنيسيوم والكالسيوم والفسفور إضافة إلى الفلورات والحديد والبيكربونات وغيرها من المواد المذيبة والأخرى النشطة، وطبعا هذه المواد تجعل لها خاصية علاجية مميزة، فالقلوية مفيدة في معادلة حموضية الجسم وطرد فضلاته الزائدة، والحرارة المرتفعة في توسيع الأوعية وخفض الضغط ، والفسفور في الكسور والتشنجات، أما السلينيوم فمفيد في علاج أمراض الجلد والمفاصل وتحسين وظائف الكلى والكبد، والمغنيسيوم في النوبات القلبية، والمنغنيز في خفض السكر وهشاشة العظام ناهيك عن الكم الهائل المختلط من الحديد والكلور والكبريتات والمواد المذيبة والنشطة في نفس الوقت. لذا فالمياه الحارة علاج لـ (الصدفية، الإكزيما، التهابات المفاصل، أمراض الجهاز التنفسي والهضمي، الربو، الضغط، والسكري) إضافة إلى دورها في تحسين الدورة الدموية والمحافظة على الجلد وحيويته. أما الشيء المذهل بحق هو أن منطقة دمت وحدها بها أكثر من عشرة عيون قادرة على إبعادك عن أبواب المستشفيات والعيادات الخاصة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى