نعيم (الوحدة).. لم نعشه بعد !

> عبدالله ناجي علي:

>
عبدالله ناجي علي
عبدالله ناجي علي
قبل أسابيع احتفلت بلادنا بمرور سبعة عشر عاما على قيام الوحدة التي تحققت في 22 مايو 90م، حينها اعتبرت قوى التحديث في الساحة السياسية اليمنية تحقيق الوحدة مشروعا سياسيا وطنيا كبيرا علق عليه الشعب آمالاً كبيرة في أن يتحول إلى وسيلة للنهوض بالوطن الموحد نحو التقدم والرخاء.. لكن رياح الوحدة ذهبت عكس ما تشتهي سفينة المشروع الوحدوي ونعتقد أن السبب يعود إلى أن بعض الساسة اعتبروا المشروع الوحدوي فرصة ذهبية لتعظيم مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الشعب وهذا ما حدث بالفعل.

فهذه النظرة القاصرة لبعض هؤلاء الساسة تجاه الوحدة، ومفهومهم الخاطئ والمشوه تجاه المشروع الوحدوي خاصة في بعديه الاقتصادي والاجتماعي حولا هذا المشروع من مشروع سياسي لخدمة الشعب إلى غنيمة يتقاسمها الفاسدون في جهاز الدولة بدلاً من توظيف خيرات الوحدة لصالح الشعب.

فالوحدة بلغة العصر وبمفهومها الاقتصادي تعني جمع الموارد الاقتصادية والمالية والبشرية من عدة أوعية لتصب في نهاية الأمر في وعاء واحد من ثم يتم توجيه هذه الموارد الاقتصادية إلى برامج وخطط التنمية التي تلبي احتياجات الشعب ليجني في نهاية المطاف خيرات الوحدة ويتذوق ثمارها من خلال تحسن مستويات حياته الغذائية والصحية والتعليمية والخدماتية والأمنية.. الخ، وعندما يترجم المشروع الوحدوي على هذا النحو فإن آثاره الايجابية الأخرى ستأخذ مجراها بين أوساط الشعب بكل سهولة ويسر خاصة في تلاحم النسيج الاجتماعي بين سكان الشطرين مما يولد لدى الشعب وعياً وطنياً ووحدوياً وحينها سيدرك الجميع أن الوحدة جاءت لهم بالخير كل الخير.

فالشعب كان يتطلع إلى الوحدة بنظرة تفاؤلية باعتبارها مشروعاً سياسياً سينقل دولة الوحدة إلى مصاف الدول المجاورة التي تنعم شعوبها بثرواتها الطبيعية التي وهبها الله.. انطلاقاً من أن الوحدة جمعت إمكانات دولتين، لكن الذي حدث على أرض الواقع كان مخيباً للآمال وحدث ما لم نكن نتوقعه.. فبدلاً من تحسين أحوال الشعب نحو الأفضل شاهدنا أحواله المعيشية تتراجع إلى الخلف وبمسافات كبيرة !! بينما غالبية كبار المسؤولين يعيشون حياة الترف والإسراف الشيطاني.. فنقول لحكامنا إن حقائق التاريخ البشري خاصة في الجوانب الوحدوية للشعوب تؤكد لنا أن التوحد يكون دائماً لصالح الشعوب وليس لصالح الحكام وتعلمنا دروس التاريخ ايضاً أن الوحدة التي تخدم الشعوب دائماً ما تكون وحدة قوية وراسخة يصعب اجتثاثها بينما الوحدة التي تخدم الحكام تكون معرضة للانهيار والسقوط في أي لحظة.. ونتمنى من حكامنا أن يستوعبوا هذه الحقائق التاريخية قبل فوات الأوان لأن الوحدة بشكلها الحالي تحولت للأسف إلى شكل ديكوري يجني خيراتها الفاسدون في السلطة بينما الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الوحدة يتجرع مرارة الأسعار التي حولت حياته إلى حجيم لا يطاق.

اللهم إني بلغت اللهم فشهد..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى