عقد وطني جديد

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
سنبحث عن رشيد يقول الصدق قبل أن تقوم قيامة الدنيا في وطننا الحبيب، والأخطر أن المحظيين من بطانة وسواها لا يريدون أن يضطلعوا بدور مسئول ويقولون صوابا وتقويما للأوضاع حتى يستطيع صاحب القرار السياسي أن يتخذ الإجراءات الصحيحة في مكانها وزمانها الصحيح. كأن في أفواههم ماء ولا أريد أن أقول كأن في قلوبهم مرضا.

شعبنا مسحوق حتى النخاع، وما الاعتصامات للعسكريين والأمنيين والمدنيين والخروج في مسيرات ترفع الرايات السوداء وتندد بالغلاء الفاحش والفساد الذي يزداد تأصلا في الحالة اليمنية يوما عن يوم، إلا تعبير عن هذه الحالة التي وصلنا إليها، وكان التجلي الأسوأ لها المصادمات العسكرية بين مواطنين يطالبون بحقوقهم والأطقم العسكرية، بينما هناك مواجهات أخرى تجري بشكل متكرر بين مواطنين وعسكر على خلفية نزاع على أراض في أبين ولحج وعدن بعد أن وصل الاستحواذ على الأراضي حدا لم تسبقنا إليه إلا إسرائيل في الأرض الفلسطينية.

وهو نوع من الحقن للأوضاع في المناطق الجنوبية التي لم تعتد مثل هذه الممارسات من قبل، بعقلية جاهلة أو أنها قد أصيبت بداء الغرور بحيث لم تعد تميز شيئا سوى ما توفره لها مثل هذه الممارسات الفجة من أرباح ما كانت لتحلم بها يوما لولا الحرب الظالمة في صيف 1994م.

نقولها لوجه الله إن الأمور بحاجة لمراجعة شاملة تستلهم الوطني قبل أن تذرونا رياح الفوضى من صعدة إلى مودية والمحفد وشبوة. وأن نضع الاعتبارات السياسية بكل ما يكتنفها من مماحكات جانبا، ونمعن النظر في أوضاعنا السيئة، فلا يجوز أن نترك المجال لحفنة من الذين يتعايشون ويعتاشون على أزمات الوطن على حساب شعب بأكمله يئن من وطأة الحرب والفساد والغلاء والبطالة وعسكرة الحياة المدنية. علينا أن نفكر بعقول ناضجة في عقد وطني جديد يأتلف من الخيرين من كل الأحزاب والتيارات ومنظمات المجتمع الوطني للخروج برؤية واقعية تنتشل سفينة الوطن من لجج الموج المتلاطم، بعيدا عن المكابرة في مثل هكذا أوضاع، فرمينا للمعتصمين من عسكريين وسواهم بالانفصالية أمر يبعث على الضحك، فهؤلاء وهؤلاء يطالبون بحقوق كفلها الدستور، ويريدون المساواة في المواطنة والحقوق مع غيرهم من أصحاب الحظوة، سوف يمارس الشعب حقه طالما عجزت إدارة الدولة عن إصلاح نفسها وطالما سدت قوى الحرس القديم كل الطرق أمام توجيهات فخامة الأخ الرئيس، والكفاءات المخلصة في الحكومة الجديدة وعلى رأسها الدكتور علي محمد مجور والتيار المخلص في المؤتمر الشعبي العام.

ونحن على ثقة من أن الأمر منوط بإرادة سياسية تنتشلنا من مأزق التردي والأزمات التي تصنعها للأسف أطراف في الحكم أو محسوبة عليه، ولطالما كان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح المنتخب بأكثرية ساحقة من أبناء شعبنا اليمني باستطاعته أن يعيد الأمور إلى نصابها كما برهنت التجارب مرات عديدة، لكننا بحاجة ماسة في هذه الأوقات لسرعة المبادرة والتنفيذ على السواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى