إعصار جونو واستعداد مسقط!

> «الأيام» لطفي يسلم بن عويد:

> لكم هي الأعاصير والفيضانات التي تضرب ربوع المعمورة بأشكال وصور مختلفة وفي مواقع متعددة ولكن هذه المرة غير! لأن الأعاصير اقتربت من الجزيرة العربية واقتضت إرادة الله أن تكون الأرض المجاورة لأرض السعيدة وهي الحبيبة عمان.

وإن من أساس معتقدنا نحن أمة التوحيد أنه لا يحدث شيء في الكون إلا بإرادة الله وقدرته وعلينا أن لا نطلق على هذه الآيات التي يرسلها لنا لنعتبر بالأعاصير المدارية أو الظواهر الطبيعية بل علينا أن نعلم أنها بمشيئة الله وقدرته قال تعالى ?{?وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً?}? فلنستفد من آيات الله المرسلة العبرة والعظة واليقين وأنه لا يعجزه شيء بل إن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

وأخبرنا العلماء بهذا الإعصار وتطوره عبر مراحل مختلفة حتى وصل إلى المرحلة الخامسة وهي تعتبر من أكبر وأقوى الأعاصير مما زاد من الهلع والخوف، وهذا السبق العلمي لا يتعارض مع الدين أبدا بل يؤيده ويناصره ولقد حدد العلم اتجاه الإعصار وقوته وسرعته ومراحل تكوينه ولكنه عجز عن تحديد الخسائر في الأموال والممتلكات والأنفس لأنه علم الغيب الذي لا يعلمه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.

لقد سبق الإعصار إلى عمان أكف رفعت إلى السماء لتدعو بدعوات مليئة بسؤال اللطف والتخفيف، وعند وصول الإعصار هلت العبرات واشرأبت الأعناق وحارت الدموع في محاجرها وعند جلاء الغمة وظهور ما كان مخفيا عرفنا مقدار ما عانوه خلال فترة الإعصار، وإنني أشيد من خلال هذا الصرح الشامخ «الأيام» بجهود كبيرة بذلت وبأعمال شاقة عملت وبترتيب واستعداد على درجة عالية من التنظيم والرقي ولو لم تكن هذه الاستعدادات على هذه الدرجة لكانت الخسائر فادحة في الأنفس والثمرات. وعملت السلطنة على مدار الأيام الإعصارية على فتح باب التواصل بين جميع السكان بلا تفرقة بين مواطن ومقيم وحثت الناس على عدم استغلال الظروف بل زد على ذلك أنها طلبت من أصحاب المحلات التجارية تخفيض الأسعار والمساعدة في هذه الأزمة العابرة. فلك كل التحايا أيتها القيادة الحكيمة وأيها الشعب المتماسك الذي لا تهزه الأعاصير المدمرة ولا تثنيه السيول الجارفة ولا الأمواج الهائجة ولا الدمار الفادح عن إعادة التأهيل والبناء، وإعادة رونق البلاد الرائع وطلتها البهية وسحرها الجذاب لما قبل إعصار جونو، وأحيي التفافة هذا الشعب السمح حول قضيته وإعلانه الولاء والطاعة لحكومته.

فهنيئاً لك أيها الشعب هذه القيادة الحكيمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى