الشيخ عبدالله الناخبي .. حينما يكون للرحيل صوت
> علي سالم اليزيدي:
إذا أردنا أن نكتب عن رحيل هذا الشيخ والفقيه الكاتب الشاعر الخطيب عبدالله بن أحمد الناخبي، فالأمر لا يبدو أمامي سهلا كالعادة.. إنه رحيل جلل له صوت عال فالراحل المغفور له بإذن الله تعالى رجل بحجم الوطن والأمة، رجل أكرمنا بأعماله ومؤلفاته وأفكاره وسخرها لتبقى حية ما بيننا، قال وكتب ما يكفي بإخلاص لمعلوماته وثقافته وجهاده، في كل ما يخص منطقته وبلاد العرب والمسلمين فكان كثير العطاء وسخيا بلا قيود أو حدود.
وهنا تقف هذه المسألة ما بيني وبين ما أطلب من كتابة الرثاء .. شخص مثل عبدالله الناخبي رحمه الله لا يمكن أن تختصر كل حياته وأعماله بكلمات وأسطر تتوالى وينتهي الأمر، إنني أعاني صعوبة حقا في ما أريد، توقف القلم وهربت المعاني! وإلى أين المفر عندئذ؟ معارك هذا الرجل كثيرة وغبارها لا يهدأ، صوت صرير قلم هذا الشيخ على الأوراق يسمع، وكفاحه من أجل الإصلاح الاجتماعي وتقدم العلم والنور لم يتقاعس ولو لحظة إلى أن اختاره ربه.
وأمام عجزي إزاء مقام هذا الرجل، رجل الإصلاح الحضرمي واليمني والعربي ورائد التعليم الحديث ومؤسس البدايات الأولى لتعليم الفتاة في حضرموت في أربعينات القرن الماضي مع ابنته الفاضلة الراحلة، وعضو مجلس الدولة والشاعر والتربوي والمناضل البارز، عاشق الوطن.. تريثت بعض الشيء وانعطف القلم ليومئ إلى ذاتي بأن أبتعد عن الكلام واتجه إلى ما قال هذا الشيخ الجليل والكاتب والخطيب ورجل السياسة والسلم وما قالوا عنه، أفتح جانبا آخر أمام القراء والمهتمين وعلى غير العادة أنقل ما كتبه رجال علم ودين وأدباء وساسة عن هذا الرجل الذي ظل بيننا صوتا لا يسكت، وعندما رحل كان هذا الرحيل صوتا لن يسكت أيضا، وربما جاء هذا مخرجا لي وفائدة للآخرين، ولنبدأ بما قالوه عنه:
> الأستاذ الأديب والمؤرخ الراحل محمد عبدالقادر بامطرف كتب في 12 ذي القعدة 1390هـ:
صديقنا الشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي الفقيه الكاتب الشاعر في غير مزيد من التعريف، وانه حينما يخرج لنا كتابا قيما يجعلنا ننال شيئا توقعناه ونحقق مرادا تمنيناه، يكشف لنا النقاب عن جانب حضاري في تاريخ الجنوب لليمن قليلون هم المحيطون به، يفتح أمامنا سجلا حافلا نتعلم منه الشيء الكثير.
> الأديب العلامة الشيخ عبدالرحمن عبدالله عوض بكير قال في 4 يناير 1971م:
وهل الشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي بحاجة إلى من يقرضه في أعماله وهو من عرفناه رجل دين ودنيا ورجل إدارة وسياسة ورجل سلم وحرب ولا غرابة ممن ببيت الشهامة درج وفي سلالم أسلافه عرج وهو كاتب من كرام الكاتبين ومؤرخ من خيرة المؤرخين وباحث فذ في الباحثين.
> السياسي ورجل الدولة بدر بن أحمد الكسادي دون ما يلي في 21 يسمبر 1970م:
لقد قرأت عديدا من الكتب في مواضيع عديدة، وفي كتابكم (ويقصد ما بين يديه) ولا تعجب إذا قلت لك إنني معجب كل الإعجاب بهذا، لقد تعودت من الكتاب أن يكرموا الناس بعد وفاتهم وهم يرثونهم أو يكشفون عن أمجادهم بعد موتهم، أما أنت فقد فاض كرمك بشموله فكرمت من مات وشمل كرمك الأحياء في حياتهم.
> العلامة الشيخ القاضي سعيد بن علي بامخرمة أفاد بقوله في جدة في 17 صفر 1412هـ:
للشيخ عبدالله أحمد الناخبي موقفه من التيارات والتكتلات الدخيلة والمدعية عند بروز فكرة الاستقلال، إذ كانت هذه الادعاءات يكتنفها الغموض الأمر الذي جعل الكثير يقفون بشيء من الحذر في انتظار وضوح الرؤية، ووضع هذا تحت عنوان (اتجاهات ينبغي أن تحدد). وأضاف: لقد قدم الشيخ الناخبي معلومات قيمة عن قبائل حضرموت وشذورا ثمينة من جواهر الأحقاف، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وهناك الكثير مما قاله عنه من عاصروه أو ارتبطوا به، وكتب هو يقول:
فقد عنّ لي أن أجمع أوراقاً حفظتها وأحاديث أذعتها، ومحاضرات ألقيتها، وما جمعته لا يساوي واحداً على ألف، فبعضها سرق وبعضها حرق، والبعض الآخر تلف. وقال أيضا: وليكون مادة طيبة تغذي الفكر العربي وتلهمه الخير وليكون جسراً يؤدي إلى إحياء تراث الآباء والأجداد وتخليد أعمال أولئك الأمجاد في العلم والمعرفة. ثم سطر هذه الكلمات بكل حب إلى حضرموت، إلى أهله بها: إلى أصدقائي بحضرموت الذين غمروني بالإحسان، إليهم جميعا أهدي كل جهدي المتواضع.
ويا أيها الرجل الصالح المجاهد الكبير عبدالله أحمد الناخبي ستظل حضرموت ويافع وعدن وبلاد العرب تغمرك بالإحسان ولن تنسى، رحمك الله.
وهنا تقف هذه المسألة ما بيني وبين ما أطلب من كتابة الرثاء .. شخص مثل عبدالله الناخبي رحمه الله لا يمكن أن تختصر كل حياته وأعماله بكلمات وأسطر تتوالى وينتهي الأمر، إنني أعاني صعوبة حقا في ما أريد، توقف القلم وهربت المعاني! وإلى أين المفر عندئذ؟ معارك هذا الرجل كثيرة وغبارها لا يهدأ، صوت صرير قلم هذا الشيخ على الأوراق يسمع، وكفاحه من أجل الإصلاح الاجتماعي وتقدم العلم والنور لم يتقاعس ولو لحظة إلى أن اختاره ربه.
وأمام عجزي إزاء مقام هذا الرجل، رجل الإصلاح الحضرمي واليمني والعربي ورائد التعليم الحديث ومؤسس البدايات الأولى لتعليم الفتاة في حضرموت في أربعينات القرن الماضي مع ابنته الفاضلة الراحلة، وعضو مجلس الدولة والشاعر والتربوي والمناضل البارز، عاشق الوطن.. تريثت بعض الشيء وانعطف القلم ليومئ إلى ذاتي بأن أبتعد عن الكلام واتجه إلى ما قال هذا الشيخ الجليل والكاتب والخطيب ورجل السياسة والسلم وما قالوا عنه، أفتح جانبا آخر أمام القراء والمهتمين وعلى غير العادة أنقل ما كتبه رجال علم ودين وأدباء وساسة عن هذا الرجل الذي ظل بيننا صوتا لا يسكت، وعندما رحل كان هذا الرحيل صوتا لن يسكت أيضا، وربما جاء هذا مخرجا لي وفائدة للآخرين، ولنبدأ بما قالوه عنه:
> الأستاذ الأديب والمؤرخ الراحل محمد عبدالقادر بامطرف كتب في 12 ذي القعدة 1390هـ:
صديقنا الشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي الفقيه الكاتب الشاعر في غير مزيد من التعريف، وانه حينما يخرج لنا كتابا قيما يجعلنا ننال شيئا توقعناه ونحقق مرادا تمنيناه، يكشف لنا النقاب عن جانب حضاري في تاريخ الجنوب لليمن قليلون هم المحيطون به، يفتح أمامنا سجلا حافلا نتعلم منه الشيء الكثير.
> الأديب العلامة الشيخ عبدالرحمن عبدالله عوض بكير قال في 4 يناير 1971م:
وهل الشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي بحاجة إلى من يقرضه في أعماله وهو من عرفناه رجل دين ودنيا ورجل إدارة وسياسة ورجل سلم وحرب ولا غرابة ممن ببيت الشهامة درج وفي سلالم أسلافه عرج وهو كاتب من كرام الكاتبين ومؤرخ من خيرة المؤرخين وباحث فذ في الباحثين.
> السياسي ورجل الدولة بدر بن أحمد الكسادي دون ما يلي في 21 يسمبر 1970م:
لقد قرأت عديدا من الكتب في مواضيع عديدة، وفي كتابكم (ويقصد ما بين يديه) ولا تعجب إذا قلت لك إنني معجب كل الإعجاب بهذا، لقد تعودت من الكتاب أن يكرموا الناس بعد وفاتهم وهم يرثونهم أو يكشفون عن أمجادهم بعد موتهم، أما أنت فقد فاض كرمك بشموله فكرمت من مات وشمل كرمك الأحياء في حياتهم.
> العلامة الشيخ القاضي سعيد بن علي بامخرمة أفاد بقوله في جدة في 17 صفر 1412هـ:
للشيخ عبدالله أحمد الناخبي موقفه من التيارات والتكتلات الدخيلة والمدعية عند بروز فكرة الاستقلال، إذ كانت هذه الادعاءات يكتنفها الغموض الأمر الذي جعل الكثير يقفون بشيء من الحذر في انتظار وضوح الرؤية، ووضع هذا تحت عنوان (اتجاهات ينبغي أن تحدد). وأضاف: لقد قدم الشيخ الناخبي معلومات قيمة عن قبائل حضرموت وشذورا ثمينة من جواهر الأحقاف، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وهناك الكثير مما قاله عنه من عاصروه أو ارتبطوا به، وكتب هو يقول:
فقد عنّ لي أن أجمع أوراقاً حفظتها وأحاديث أذعتها، ومحاضرات ألقيتها، وما جمعته لا يساوي واحداً على ألف، فبعضها سرق وبعضها حرق، والبعض الآخر تلف. وقال أيضا: وليكون مادة طيبة تغذي الفكر العربي وتلهمه الخير وليكون جسراً يؤدي إلى إحياء تراث الآباء والأجداد وتخليد أعمال أولئك الأمجاد في العلم والمعرفة. ثم سطر هذه الكلمات بكل حب إلى حضرموت، إلى أهله بها: إلى أصدقائي بحضرموت الذين غمروني بالإحسان، إليهم جميعا أهدي كل جهدي المتواضع.
ويا أيها الرجل الصالح المجاهد الكبير عبدالله أحمد الناخبي ستظل حضرموت ويافع وعدن وبلاد العرب تغمرك بالإحسان ولن تنسى، رحمك الله.