قراءة في (السلحفاة والنورس)

> «الأيام» م.صائب الحريري:

> أهداني د. خالد الحريري نسخة من مؤلفه «السلحفاة والنورس» وهو مجموعة قصص بيئية للأطفال .. ولأهمية الكتاب في موضوعه ورسالته باعتباره تجربة جديدة تستحق الاهتمام بالدراسة والتحليل لتطويرها ما أمكن، لأنها تعالج قضايا ذات أهمية موجهة إلى أطفالنا، لغرس المبادئ الأولية لمفهوم البيئة في تفكيرهم .. فهذا جهد كبير يشكر عليه د. خالد لإنجازه، فحسب معلوماتي بأن الوسط الثقافي في اليمن رسمياً وأهلياً لا يهتم بثقافة الطفل، ولا يعول لمتطلبات رعاية حق الطفولة في النمو ثقافياً وتربوياً ثم تعليمياً، فلا غرابة أن نرى فلسفة اللا مبالاة والإحباط هي السمة العامة المسيطرة على ثقافة الطفل في بلادنا.

لا أدعي بأني متخصص في أدب الطفل وثقافته، ولكن من التجربة والخبرة كأب وقارئ، وجدت من الضرورة أن أشارك د. خالد وغيره من المهتمين بثقافة الطفل ببعض الملاحظات المتفرقة التي لفتت نظري وأنا أقرأ الكتاب - دون التعرض لتفاصيل السرد القصصي - وهي على النحو التالي:

- الشكل العام للكتاب يؤكد استغلال ما توصلت إليه التكنولوجيا في إخراج المؤلف، إلا أن هذا الاستغلال لم يوظف جيداً في المضمون العام للكلمة.

- الكتاب يعتمد مبدأ مهماً وهو تصوير البيئة للأطفال .. من ذلك أنه اعتمد على الكلمة والصورة، والأخيرة لم توظف جيداً لخدمة الأولى والطفل يتعلم أكثر من العين.

- أهمل الكتاب بشكل واضح ومبالغ فيه أهمية الصورة للوصول إلى الهدف الذي أخرج له الكتاب، وهو موضوع البيئة. فالطفل يقرأ الصورة أسهل من قراءة الكلمة.

- لم يحدد الكتاب في غلافه الفئة العمرية المناسب لها قراءة الكتاب، فمرة يتخاطب مع تلميذ في المرحلة الأساسية بنص يناقش قضايا لا يستوعبها إلا طالب في المرحلة الثانوية، ومرة العكس.

- الهدف من القصص المصورة جذب القراء إلى الموضوع المراد إثارته ومناقشته، وبالتالي تكوين ثقافة عامة يمكن تسييسها كيفما أراد الكاتب.

- الفكرة الجيدة والأهداف الجميلة في قصص الكتاب، يلزمها رسوم متقنة وصور معبرة تحافظ على هدف النص وتكمله، وتكون مناسبة ومتفقة وقدرات الأطفال على الإدراك في سنوات العمر المختلفة. وهذا لن يتم إلا باستعانة الكاتب بنفر من المبدعين في مجال الرسوم والصور والإخراج.

- الثقافة السائدة في قصص الأطفال المصورة، هي اعتماد شخصية أو شخصيات مبتكرة تقود أحداث القصة بمغامرات ترسخ في أذهان الأطفال والشباب دون استثناء ولتناسب كل الأعمار من السابعة إلى السابعة والسبعين.. فمازال في الإنسان الناضج بقايا من الطفولة والمراهقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى