الاتحادات الرياضية ومنتصف الطريق

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> بعد كل موسم رياضي تتجه الأنظار دائماً صوب التقييمات، وقراءة حصاد الموسم سلباً وإيجاباً، والوقوف عليه سعيا للإصلاحات في الموسم القادم، ومع نهاية الموسم الرياضي لبلدنا والذي لم يبق منه غير موسم كرة القدم، استحضرت من خلال هذه النهاية مرور أكثر من نصف الفترة للاتحادات المنتخبة، وهي فترة كافية للوقوف على أحوال هذه الاتحادات، وإلى أين وصلت في مسيرتها لتطوير الرياضة اليمنية..هذه الاتحادات التي جاءت على خلفية لائحة أخذت جدلا واسعاً قبل أن ترى طريقها للتطبيق، وبعد ذلك وهي لا تزال كذلك.. اللائحة التي كان من المنتظر أن تأتي بكفاءات إدارية تنتشل رياضتنا من مستنقع الهبوط والإنحدار وترتقي بها إلى معانقة التطوير والتجديد.. فهل حصل المأمول؟! وهل حصدت رياضتنا الثمار المرجوة؟!

نحن الآن في منتصف الطريق، وهي نقطة توقف تستوجب أن يسترجع فيها ما مضى، وما هو آت.. بهدوء تام، وبصيرة ثاقبة، ثم ترتب أوراق المستقبل في ضوء خلاصة التقييم، وبالتحديد ما يخص لائحة الانتخابات، لأنه من الواضح أن تردي الأوضاع في هذه الاتحادات كان منذ الساعة الأولى لانتخابها، أو ربما من قبل أن تنتخب، والقادم لا يحمل أفضل مما مضى، فالخلل إداري أكثر من أي شيء آخر، والعمل على إعادة صياغتها ينبغي أن يكون مبكراً، لنتمسك بما أثبت جدواه، ونغير ما يستحق التغيير، فالتجديد في اللوائح لا يعني فشلها، والتغيير لا يعبر عن خطأ فيها، بل وجهة نظر ضلت طريقها في الواقع، مع أنه لا يمكن الجزم بأن الخلل الذي نعاني تبعاته في الاتحادات مرده إلى اللائحة وحدها .. ولكن اللائحة قد يكون بيدها قطع الطريق على الآخرين والتقليل من مستوى ضرر الفيروسات الأخرى، كضعف الجمعيات العمومية، وطريقة التصويت، واختيار العناصر والتشديد على تفعيل اللائحة بعد الانتخابات، فالعلاج المبكر سبيل للشفاء العاجل.

اتحاد القدم أخذ نصيب الأسد من عبارات القدح، واتحاد السلة وصل إلى مفترق طرق، واتحاد الطائرة نجاح في الداخل وفشل في المشاركات الخارجية، وألعاب القوى تناقض وصراعات، وبالمختصر المفيد هناك اتحادات ضوء سلبياتها أكثر من إيجابياتها، واتحادات ظل - وهي التي تتعامل معها الصحافة كعيال الخالة- بقيت في ظلها بأخطائها ونجاحاتها، والحالة في بعضها تحتاج إلى وقفة.. والآن وليس غداً.

الوزارة واللجنة الأولمبية معنية قبل أي وقت آخر برسم خط واضح وحقيقي للرياضة اليمنية في خطوة هي الأخيرة في طريق إصلاح الوضع الرياضي القائم .. نعم أقول الأخيرة، لأن ما وصلنا إليه الآن من تخبط وعشوائية لا يمكن أن يكون هناك أسوأ منه، وأن مناشدات تصحيح المسار ومعالجة الأخطاء هي الأخرى أفرغت ما تمتلكه من سبل دون فائدة والوقت يمر، والمسافة بيننا وبين الآخرين تتسع.

ولم يبق غير الجدية الحقة في المعالجة والإرادة في التغيير، أو أن نقبل الواقع كما هو ونستوطن التمرغ في وحل التردي والتدني والتراجع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى