مسرحية «تاجر البندقية» بنكهة عربية على مسرح القصبة برام الله

> رام الله «الأيام» علي صوافطة:

> قدم مسرح عيون الجولاني الليلة قبل الماضية على مسرح وسينما القصبة في رام الله بالضفة الغربية المسرحية الشهيرة “تاجر البندقية” للكاتب العالمي وليام شكسبير بنهكة عربية دون الاخلال بالنصوص الاصلية.

وقال معتز ابو صالح مدير مسرح عيون ومعد المسرحية لرويترز بعد اداء لسبعة عشر فتى وفتاة تراوحت اعمارهم من 11 عاما الى 17 هم شخوص المسرحية “استخدمنا لغة خاصة تقريبا مع المحافظة على المضامين الاساسية للقصة أردنا ان نقدم درسا مسرحيا متقدما في التمثيل الكلاسيكي يؤديه هؤلاء الممثلون الصغار بما يتناسب مع قدراتهم.”

واضاف “لقد عملنا على تقصير المشاهد بما يتناسب وقدرة الممثلين الصغار كما اننا قللنا في عرض الاوصاف السيئة لصورة اليهودي في المسرحية.”

وقدم شكسبير اليهودي في مسرحيته تاجر البندقية على انه تاجر مراب جشع لا هم له الا جمع المال وتكديسه تمثلت في شخصية شايلوك فيما يقدم صورا ربما غابت عن المجتمعات الحديثة لعلاقات الصداقة المتينة بين الافراد والوفاء المطلق كتلك التي جمعت الصديقين رجل الاعمال انطونيو والعاشق بسانيو اضافة الى ذلك الذكاء الذي تمتعت به الاميرة بورشيا.

ويعرض احداث المسرحية طلبة لديهم موهبة التمثيل تكاد تصل الى درجة الاحتراف على مدى ساعة ونصف بلغة عربية سهلة وبأدوات مسرحية لاتتعدى طاولة خشبية صغيرة كانت تقف عليها الاميرة احيانا والقاضي احيانا اخرى اضافة الى برواز خشبي كبير بستائر بيضاء كانت كافية للسماح للممثلين بالانتقال من مشهد الى اخر دون الحاجة الى اسدال ستارة المسرح الكبيرة بطريقة درامية.

وقال ابو صالح “هذا العمل المتميز جاء بعد ستة اشهر من التدريب المتواصل للممثلين الذين مضى على مشاركتهم في الاعمال المسرحية ثلاث سنوات قدموا خلالها عملين مسرحيين. نحن امام مواهب سيكون لها حضورها المسرحي اذا ما اتيحت لها الفرصة لمواصلة مشوار حياتها في التمثيل.”

وواجهت هذه المسرحية رفضا من قبل بعض اليهود لما قدمته من وصف لليهودي فيها وقال ابو صالح “إن اختيار مسرحية تاجر البندقية ليقدمها مسرح عيون في الجولان لا يمكن فصله عن الحياة الاجتماعية والسياسية. الخيار الفني هو الهامش المعاش الذي يمكن من خلاله التعبير عن هذه القضايا.”

واضاف “لقد حضر هذا العرض المسرحي عدد من اليهود عندما عرضت في حيفا وقد اعربوا عن اعجابهم بالمسرحية.”

ويعيش في الجولان السوري الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي ما يقرب من عشرين الفا يحاولون الحفاظ على هويتهم الوطنية من خلال الاعمال المسرحية والتي يتمنون ان تتاح لهم الفرصة لعرضها في مدن وعواصم عربية.

وقالت الممثلة هبة ابو صالح (15 عاما) التي أدت دور شقيقة شايلوك “هذه المسرحية اعطتنا فكرة عن الحضارة القديمة وعن العلاقات بين الناس وهي تعلمنا ان نكون متحررين نحافظ على هويتنا.”

وقالت الممثلة ميس ابراهيم (15 عاما) التي أدت دور وصيفة الاميرة “حلم حياتي ان اشارك في هذه المسرحية التي تعبنا كثيرا ونحن نستعد لها. كانت تاخذ منا ست ساعات تدريب في اليوم حتى تكون بهذا الشكل الذي شاهدتموه في دول عربية ياريت يسمعوا.”ويشاركها فيها هذه الامنية كل المملثين بالحلم بتقديم عروض مسرحية في الدول العربية.

واضافت وهي لا تجد الكلمات لوصف سعادتها لمشاركتها لعرض مسرحي لاول مرة امام جمهور رام الله “نحن سعداء جدا. نحب الشعب الفلسطيني.”وعلى مدى ما يقرب من ساعة ونصف قدم الممثلون وقائع مسرحية بدءا من تصوير تلك العلاقة بين التاجر اليهودي المرابي شايلوك ورجل الاعمال المسيحي صاحب الاخلاق الكريمة انطونيو وصولا الى محاكمة انطونيو الذي عجز عن سداد دين شايلوك الامر الذي اعطاه الحق في الحصول على رطل من لحم انطونيو حسب الاتفاق الموقع.

وتنتهي الاحداث بعدم تمكن شايلوك من الحصول على رطل من لحم انطونيو بسبب ذكاء الاميرة بورشيا التي تنكرت لدور القاضي الذي حكم ان العقد ينص على اخذ رطل من اللحم ولكن يجب الا تسيل قطرة دم واحدة وهذا ما لا يمكن تحقيقه مما مكنها من انقاذ صديق زوجها.

وقال الممثل رائد شمس (16 عاما) الذي أدى دور انطونيو “ما يقوم به الكبار يمكن ان يقوم به الصغار هذا النجاح الذي حققناه أنسانا كل التعب والصداقة والوفاء تبقى موجودة في الحياة دائما.”

يأتي هذا العرض المسرحي من اخراج خليفة ناطور الذي وصف المسرحية بالفكرة الجديدة دون ان ينفي تخوفه ان يفهم القصد منها تكريس شخصية اليهودي فيها ضمن فعاليات اسبوع الجولان الثقافي في رام الله المستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى