أمسية رمضانية خصصت لأطفال المناطق الفقيرة بعدن ..أزاحت عامل المسافة وزرعت على الوجوه ابتسامة

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
محافظ عدن ومنظمو الامسية
محافظ عدن ومنظمو الامسية
بكلمات تصف نوايا القلوب تحدث الطالب سامي من مدرسة الشوكاني عن الابتسامة الطيبة والنفقة في السر والعلن وفي اجواء رمضانية وصفها بـ«مطهرة للقلوب وترسم البهجة في وجوه أطفال صغار خطفت الحياة منهم معنى العطف في ظل مجتمع تفشى فيه الغلاء، وانهمك أهله بلقمة العيش التي بالكاد تسد رمقهم لتضع هذه الأوضاع مأساة أسمها الحرمان لاطفال لا ذنب لهم في اختيار الحياة التي يعيشونها».

وقع كلمات سامي كان عظيماً، وأثر علينا كحاضرين دمجتنا القاعة في مستوى واحد حيث لم يجلس من حضر على المنصة كالعادة ولم تبق الكلمات في إطارها الرسمي المعتاد في مثل هكذا لقاءات.

إنها فعالية الليالي الرمضانية المباركة التي خصصت للأطفال، فلذات أكبادنا، في صالة فندق ميركيور بعدن.. أطفال تجمعوا ولأول مرة من مناطق فقيرة بعدن، وكان لأبناء مديرية البريقة الذين قدموا من الشرق والغرب من كود قرو وفقم والخيسة والسي كلاس من مديرية البرقية نصيب منه، حيث شارك ما يقارب 80 % من نسبة الأطفال، وهي المرة الأولى التي ترسم بها هذه اللوحة الطفولية الرائعة لابناء مديرية البريقة مع أبناء عدن الرائعين.

وتخلل الأمسية رقصات فنية قصيرة وتوزيع كسوة العيد لـ200 طفل وطفلة بجهود طيبة ولفتة رائعة من الاخت فاطمة محمد يسلم، التي كانت قد تواصلت مع جمعية الفردوس بالبريقة ليكون لأطفالها حضور في الفعالية، وهي بادرة كانت قد بدأت العام الماضي عند نزولهم إلى منطقة القلوعة بالبريقة ليستمر التواصل لإعطاء أبناء هذه المنطقة جزءا من حقهم في لفتة كريمة خلال شهر عظيم.

كلمات الحاضرين كانت تلوح بالصمود أمام القادم لتحقيق الغد الأفضل، ووتيرتها تلين وتشتد نحو هدف واحد ألا وهو الاهتمام بأطفال المناطق شديدة الفقر التي يتكبد أبناؤها ظروف العمل القاسية في البحر أو في المراعي وتندثر معها أحلام المستقبل لتمتزج برؤية ليلية يتخيل الطفل بها شبكة الصيد أو شمس الغد في حقل المراعي، وتغيبت صورة الحقيبة والقلم والمسطرة والواجب المدرسي ليتصدر الأفكار همّ واحد وهو الواجب المنزلي العملي.

الأطفال المشاركون
الأطفال المشاركون
الأخ المحافظ أحمد محمد الكحلاني كان قد وُصف بالأب الروحي لهذه الكوكبة من الزهور الطيبة الرائحة، وهو بدوره أبدى ثقته بالدور الذي تقوم به الجمعيات جنبا إلى جنب مؤسسات الدولة وفي إطار تعاوني يهدف للحد من عمالة الأطفال ومساعدة الأسر الفقيرة والالتفات لمثل هكذا حالات، واعتبر التنسيق لمثل هذه الفعاليات يخلق فرحة في قلوب الأطفال، خاصة من يعملون مع أهليهم متكبدين المشقة والتعب والحرمان والإجهاد والمخاطر، كما اعتبرها دعوة لمنظمات المجتمع المدني للعمل الخيري والاجتماعي والتربوي، وحيا من حضر من الأطفال ومن لم يحضر وتمنى للجميع التوفيق.

أما الأخت فاطمة محمد يسلم، المنسق العام لجمعيات رعاية ومكافحة عمالة الاطفال بعدن فلم ترَ في المسافة سبباً وجيهاً حتى لا تركز جمعية رعاية وحماية الأطفال العاملين عليهم أو لا تهتم بأطفال تلك المناطق، وفعلاً تخطتها لتكون أول جهة في عدن تنسق مع جمعية الفردوس لتحتضن أطفال ضواحي مديرية البريقة، وهي خطوة كانت قد سبقتها خطـوة للأخت فـاطمة يـسلم فترة تولي الأخ د. يحيى الشعيبي قيادة محافظة عدن بنزول لفقم وعمران وقعوة والاهتمام بالاطفال العاملين في الاصطياد.

واليوم جاءت لتقول إن المسافة قريبة ولن تكون الحاجز الذي يمنعهم عن مساعدة الأطفال خاصة والأسر الفقيرة عامة.

جمعية الفردوس كانت قد رفضت كلمة التكبد والعناء على لسان المهندسة سميرة عبدالله نصر، رئيسة الجمعية.

التي أكدت على الطوعية في العمل إلى ما شاء الله، معتبرة الطوعية في العمل من أهم الخطوات نحو تحقيق نجاحات مطلوبة، مشيرة الى وضع ضواحي البريقة الذي يحتاج للالتفاف عليه أكثر، وتقدمت بشكرها للاخ المحافظ وللأخت فاطمة يسلم ولكل من رعى الحفل.

مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن الأخ فؤاد البريهي والأخ أحمد هادي، مدير الغرفة التجارية بعدن كانا من ضمن الذين سجلت لهم مبادرتهم، وحضورهم الطيب أثر في نفوس الأطفال. أما آيات الشكر والعرفان فكانت لمن وقف ودعم ورعى الحفل من وراء الكواليس وكانوا اليد التي أخفت ما قدمت يمينها عن شمالها فهنيئاً لرجال الأعمال اليمنيين الثلاثة هذا العمل الخيري وجزاهم الله عن الجميع ألف خير وجنة عرضها السموات والارض، لانهم كانوا الايادي البيضاء التي بذلت وما سألت.

جانب من الحضور
جانب من الحضور
أبناء قرو يشكرون «الأيام»

أما أبناء كود قرو فكانوا قد تقدموا لـ«الأيام» بالشكر على ما نشرته عن منطقتهم وأوضاعهم الصعبة، وكنا قد تمنينا في نهاية استطلاعنا ذلك وأملنا اللفتة الكريمة والعطاء السخي تجاه أبناء المنطقة في شهر كريم، لتأتي بعده بأيام مؤسسة أثر مقدمة دعمها ببعض المواد الغذائية التي وزعتها جمعية الفردوس في المنطقة. ومع النزول لتلك المنطقة بدأ العمل حالياً في إعداد ملف خاص يشمل إحصائيات عن حالات الاعاقة وعدد السكان والأسر الفقيرة في المنطقة أملاً في قادم أفضل لهؤلاء الطيبين وتفاعل مستمر من كافة الجمعيات وفي المقدمة جمعية الفردوس وجمعية مكافحة عمالة الاطفال.

العم سعيد بردجة .. كتلة من النشاط حيث قام مشكوراً مع «الأيام» بالنزول لتلك المناطق، ومع الجمعيتين ومؤسسة أثر بتوزيع المواد لكافة الأسر الفقيرة دون ملل أو كلل رغم عمله الشاق فشكراً لك عم سعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى