اللحم لك .. والعظم لي!

> سعيد عولقي:

> أكثر من طالب من طلبة كلية الهندسة جاء إلينا يشكو سوء معاملة الأساتذة في تلك الكلية لهم من خلال معاملتهم التي لاتقف عند طريقة السخرية والاستهزاء في الكلام ولكنها تشتط إلى قلة الذوق الأقرب إلى الروفلية في الحديث الذي لاينبغي أن يكون في صرح علمي له مكانته، والحق أن هذا النهج لايشمل جميع المعلمين، فمنهم أساتذة لايتهكمون أو يهينون طلبتهم.. بل هناك من الأساتذة الأجلاء الذين يؤدون عملهم بكل شرف واحترام.. واحنا لأنه مانشتيش نظلم أحد ولا نقدر نسمي الأسماء في الجريدة نعرف أنه في هناك طلاب جادين في الدراسة وشطار.. كما أنه في طلبة مطحلين ومن حق أم الجن، لكن حتى لو افترضنا فيهم البلادة مثلاً.. فهذه ليست جنحة تستحق العقاب بالشتم والكلام المش مليح.. في أصول لكل شيء وذا ما يعطيش الحق لبعض المدرسين المتعجرفين أنهم يخلوا بعض الطلبة ملطشة لهم.. والسبيل الذي أود الإشارة إليه هو أنه في مجالات كثيرة لمعالجة الموضوع غير نشر الشكوى في الجريدة.. هذه كلية محترمة في جامعة محترمة ينبغي أن تسير فيها الأمور حسب الأصول المرعية التي تحددها اللوائح والقوانين الخاصة بإنشاء الجامعة، والأستاذ القدير رئيس جامعة عدن سيد العارفين بمراحل معالجات مثل هذه الأمور حتى لاتستفحل، وإن كان الطلبة لا يتمكنون من اللقاء به.. وفي الحقيقة حسبما رأيت وسمعت من الطلبة فإن المسألة لا تتطلب بعد تدخل رئيس الجامعة الذي تكفيه مشاغله الكثيرة، ثم إن عميد الكلية يستطيع أن يدعو إلى جلسة ودية ليضع الأمور في نصابها.. فلايقبل أحد أن يتمادى بعض المدرسين في غطرستهم وتعاليهم عند تعاملهم مع الطلبة والتكلم معهم بلغة خارجة عن اللياقة العامة والأدب، فهؤلاء طلبة علم وليسوا عبيداً عند جنابه.. وحتى العبيد في هذا العصر- إن بقي فيه عبيد- يلقون معاملة أكثر لياقة.

إلى هنا وخلص الكلام في هذا الموضوع بدون الاستطرادات الكثيرة والأوراق التي جاء بها أحد الطلبة ليثبت أن مدرساً بكل استفزاز وبرود حرمه من علامات كان من حقه الحصول عليها بدون أي شك لولا أن الأستاذ المدرس كان مزاجه مش رايق ويشتي يفحس الطالب ويربيه بضربه في المكان اللي يوجع (يعني علامات النجاح أو السقوط).

وبشكل عام ما أدريش ليش مازال بعض المعلمين يتعاملون مع طلبتهم وكأنهم خدامين عندهم مع أن العكس هو الصحيح .

وربما يرجع ذلك إلى عقدة زمان أيام المعلامات، عندما كان والد الطالب أو ولي أمره يسلم الوالد للفقي المعلم ويقول له تلك العبارة الخالدة:«هذا ابني أمانة عندك.. أشتيه يتعلم ويقع رجال.. ولايهمك اعتبر انه اللحم لك والعظم لي» بمعنى أن ولي أمر الطالب لا يمانع أن يقوم المعلم بضرب الولد لما يخلس له ديمه إذا غلط أي غلطة أو اتمسك بالبلادة.. وفي ذلك الزمن الذي يبدو أن آثار عقدته مازالت تتحكم بكثير من المدرسين كان الضرب والـضـرب المـبـرح كمان من طقوس التعليم الهدار المتمكن من طلاسم كل العلوم والغيوب.

نحنا بكلامنا هنا مانشتيش نترك انطباع بأنه الطلبة ملائكة والمدرسين شياطين.. أيوه نعم في كذا وفي كذا وهذي حال الدنيا.. لكن للأمانة لابد من الاعتراف بأنه بعض الطلبة وصلوا بامتياز إلى المرحلة الروفلية لكن مش كلهم.. كما أن بعض المدرسين وصلوا إلى مستوى القداسة.. لكن برضة مش كلهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى