قلة من المسيحيين في بغداد تغلبت على خوفها لاحياء اعياد الميلاد

> بغداد «الأيام» سيلفي بريان :

>
في كنيسة مريم العذراء الصغيرة في قلب بغداد تغلبت ايفون جادو مع قلة من المسيحيين، على خوفها الذي يلازمها في كل مكان، وذلك في سبيل احياء اعياد الميلاد حتى وان فقد هذا الاحتفال القه في المدينة التي دمرها العنف.

وقالت ايفون جادو ان لا شيء مثل الماضي وحتى زغاريد النساء التي استقبلت بطريرك الكلدان في العراق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي لدى دخوله الكنيسة "لم يعد لها الوقع ذاته في اذنيها".

واضافت السيدة التي وضعت وشاحا ابيض على رأسها وهي تشير الى المقاعد المتناثرة لهذه الكنيسة الكلدانية التابعة لاحدى اقدم الطوائف المسيحية في العالم والمرتبطة بالفاتيكان، "لم تعد احتفالات اعياد الميلاد كما كانت في السابق. قبل 2003 كانت الكنيسة تمتلىء في مثل هذه المناسبات. الناس كانوا يفرحون ويغنون، لقد كانوا سعداء".

وتتابع هذه السيدة وهي ربة بيت يعمل زوجها في احد فنادق المدينة "اما اليوم فالناس لم يعودوا يغادرون منازلهم ، انهم خائفون. وهذا الخوف في كل مكان. لكن اذا كان يجب ان اموت فاني افضل الموت هنا".

وبسبب المخاوف الامنية لم يعد قداس منتصف الليل سوى ذكرى بالنسبة الى المسيحيين منذ الغزو الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003. ويتم احياء قداس عند الشفق، بعد مغيب الشمس، عشية اعياد الميلاد وقداس ثان صباح اليوم التالي.

ووقفت عربات للشرطة امام الكنيسة في حي الكرادة الشيعي. غير ان المراقبة عند مدخل الكنيسة تكاد تكون منعدمة.

ولم تستثن الصراعات المذهبية بين الشيعة والسنة خصوصا منذ الاعتداء على مرقد الامامين العسكريين في سامراء في شباط/فبراير 2006، المسيحيين. فقد هوجمت كنائس وتم خطف كهنة وبعضهم قتل كما حدث في الموصل، شمال البلاد، في حزيران/يونيو الماضي.

وبحسب تقديرات شبه رسمية فان الاقلية المسيحية في العراق تقدر اليوم بما بين 400 الف و 600 الف نسمة مقابل 800 الف في تسعينات القرن الماضي.

وقال صباح منصور (67 عاما) الذي غادرت ابنته بغداد الى اربيل وقد علت وجهه ضحكة شاحبة "الحياة بالغة القسوة اليوم حتى ان الجميع يحلم بالرحيل".

وغادر منصور وابنته خالدة (55 عاما) حي الجامعة الذي "تسيطر عليه عصابات مسلحة" للاستقرار في الكرادة.

واضاف "ان المسيحيين واقعون بين نارين بين السنة والشيعة. وحين ينهمكون في الاقتتال بينهم فانهم ينسوننا. لكننا لا نعرف متى تنقلب الامور ضدنا".

وقال "لكن الوضع الاصعب يهم الشبان سواء من المسلمين او المسيحيين (..) اذ لا مستقبل لهم في هذه البلاد. فهم اما ينتهي بهم الامر الى حمل السلاح او المغادرة".

وعند مدخل الكنيسة يطلب رامي موفق (18 عاما) وصديقه وسيم طاهر (16 عاما) من الداخلين غلق هواتفهم النقالة. والشابان لم يعودا يذهبان الى المدرسة.

وقال رامي "انقطعت قبل اربع سنوات، بعيد الغزو الاميركي. علي مساعدة اسرتي. وانا اعمل مع وسيم في شركة لاستيراد الادوية".

من جانبه قال طاهر "لا يوجد فرق بين المسيحيين والمسلمين" حتى وان كان افضل اصدقائه من المسيحيين.

غير ان رامي راى انه "من الاصعب ان تكون مسيحيا"، مضيفا "المسلمون يريدون ادخالنا الى الاسلام".

ويحلم رامي بالالتحاق بخالتيه في الولايات المتحدة وهو يؤكد "ان الاميركيين يقولون انهم جاءوا لمساعدتنا، وانا اصدقهم". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى