> «الأيام» عبدالإله ثابت:

تمر الأيام تباعا وتتجلى الصورة واضحة للعيان، عيون تتطلع نحو المستقبل المشرق بآفاقه الرحبة، وأخرى تشع منها شرارات مليئة بالحقد والضغينة، عابثون لم يجدوا ما يعبرون به عن تفاهتهم سوى عدائهم البغيض وتحرشهم بالآخرين من أجل الزعزعة وإحداث الشرخ في صرح الوحدة المباركة ذلك الحلم الجميل الذي طالما انتظرنا تحققه.

دماء أبرياء تسفك بسبب مفاهيم مغلوطة وقع تسربها إلى الشارع من أجل الدسيسة والكيد والنيل من الآخرين. لابد لنا أن نفكر فيما يقولون وما يؤلون حتى لانقع في اتجاه معاكس لموجة عارمة تأخذنا إلى مستنقع الرذيلة ودهاليز الظلام.

هكذا بدت معالم الحياة مشرقة ببراعم الطفولة البريئة، مراسيم الأهازيج من الفرح وألوان العطاء المتجدد في كل مناحي الحياة الإنسانية في بلدان عربية وإسلامية، لكنها أصبحت اليوم في كف عفريت بسبب النظرة الضيقة لبعض الأمور، ناهيك عن النعرات القبلية والثأرات المتأصلة بتوارث الأجيال، ومن ثم يذهب ضحيتها أولئك الأبرياء الذين ترعرعوا على صوت قعقعة البندقية وأصوات صفارات الإنذار.

أعراض تنتهك وأطراف لأجسام بشرية.. صور شتى لأنواع القتل والتشريد! إذاً إلى أين نحن سائرون وماذا نحن فاعلون؟ علينا أن نضمد جراحنا بالعفو عمن ظلمنا، وأن نعطي من حرمنا، وأن نرد المظالم إلى أهلها. فديننا الإسلامي دين عدل ومساواة، يدعو إلى التسامح والمحبة ونبذ الخلافات والوقوف صفا واحدا ضد من يريدون إحداث شق في صف هذه الأمة. فلنفتح صفحة بيضاء عنوانها (لا للفرقة لا للشتات لا للتعصب نعم للتصالح!).