> نحن في زمن من الصعب فيه المجاهرة بقول الحق - على ما نعيشه من أجواء ديمقراطية - خاصة لمن هو أعلى مرتبة، فالجرأة وإن وجدت فهي غالباً ما تكون خجولة تفتقر إلى الشجاعة .. فقد طغت المداهنة والسكوت على المواجهة والصراحة، إبقاء على مساحة من الود، ونيلاً لبعض الحق، وخوفاً من الإقصاء والرمي النهائي .. فالمعاملة قائمة على المثل الشعبي «تبخسس تسلم .. تعقرب تقتل»، وهذا الأسلوب كلف البعض تضييع حقوقهم، ومن هؤلاء حكامنا في وادي حضرموت، فهم على ما يمتلكون من قدرات وإمكانيات إلا أنهم بعيدون عن العين والقلب وهم خارج قوائم لجنة الحكام الأسبوعية في توزيع المباريات، وإن وجد من حصل على فرصة، فهي وحيدة أو قليلة مقارنة بغيرهم ممن ينعمون بالفرص العديدة .. فغيرهم من ملعب لآخر يطورون مستواهم ويصقلون مواهبهم وحكامنا في الوادي يتهامسون على لجنة الحكام العليا، ولجنتهم الفرعية، والبعض منهم يحاولون الحصول على الإنصاف البخس عبر أثير التليفون ..هذا الحال ضاق بهم و أوقعهم في خيارين إما أن ينفجروا كبتاً أو يقولوا كلمتهم، واختاروا الثانية، وتقدموا برسالة للجنة الحكام في الوادي موقعين عليها يطالبونها متابعة مساواتهم بإخوانهم من حكام الجمهورية مع اللجنة العليا، وإلا فإنهم سوف يمتنعون عن تحكيم أي مباراة في الوادي .. مستفهمين لماذا لا تكون لجنتهم مثل بقية اللجان، ولا سيما لجنة الساحل التي لا تأبه لأحد في قول كلمة الحق .. لجنة الحكام فرع الوادي بدورها اجتمعت بالحكام وأوضحت لهم جهدها في متابعة قضاياهم، وبرروا موقفهم بأن صوتهم غير مسموع و أن هناك وعوداً بتسوية وضعهم .

نحن نفتخر أننا من هذه المحافظة الولادة للمواهب وفي مختلف المجالات، ونفتخر بأن لنا حكام كبار مثل الفردي، بهيان، وحدين، بن عمرو، جوبان في الساحل، هود باضاوي، محمد بن طالب، وسالم سعد في الوادي .. وتبعهم الجيل الحالي، ولكننا في وادي حضرموت في نفوسنا شيء من أن أحدا من حكامنا لم يصل إلى الدرجة الدولية، وربما أنه السبب في تجاهل حكامنا وجعل صوتهم ضعيفاً، وفي مثل هذه الظروف يصبح ذلك صعباً، ولكنه ليس مستحيلا إذا وجد من يهتم ويتابع .

نقول للكابتن جمال ليس الحل في الوصول إلى الحق بأن يعتصم حكام كل محافظة عن التحكيم ويستخدمون طريقة لي الذراع .. ولتعلم أنهم مع كل تغيير في اللجنة العليا يستبشرون خيراً لعلهم يجدون الإنصاف، ولكن حالهم مع هذه كحالهم مع تلك .. الكابتن القدير جمال الخوربي : تفرغ إلى لجنتك ولاتركن إلى هذا أو ذاك واطلع بنفسك على القوائم الأسبوعية للحكام وإسأل وحاسب .. فحكامنا في وادي حضرموت مظلومون مظلومون وينتظرون إنصافكم في الوقت الذي تتكبد فيه أنديتنا أخطاء فادحة من أشباه حكام .. بينما حكامنا على قدرتهم مهمشون، فهل من سامع وهل من مجيب؟