الوسط الرياضي الخلاق ..وحالة اللاأخلاق

> «الأيام الريــاضـي» مازن سالم صالح:

> تمثل الحركة الرياضية في جوهرها حركة نبيلة وحضارية في غاياتها ومسمياتها وحتى في شعاراتها، وهي ضرورة من ضرورات النهوض الحياتي ضمن المقاصد النبيلة، وفي بلدنا الحبيب اليمن وصلت الحركة الرياضية إلى ممارسة حقة وواقع معاش له طموحاته وإخفاقاته وتطلعاته، لكن ضرورة التنبيه إلى أن العملية تتطلب حركة إنقاذ شاملة ، لأن الواقع مهما كانت قساوته، لايختلف عن مضامين الرياضة بأهدافها التنويرية التي لا تتوافق اليوم والمشكلات الحاصلة فيها، وهي أمور مفروغ منها إذا كانت محددة بهذه الظروف، لكن المسألة لا تتوقف عند ذلك الحد، فقد برزت على السطح الرياضي في الآونة الأخيرة حالة اللا أخلاق الطافية على الوسط الرياضي الخلاق وأصبحت ملموسة في وسط تتزين أهم أهدافه بشعار الأخلاق دوماً وأبداً، وهذه الحالة الناتجة عن اختلالات شتى تتوق لإشكاليات التطبيق بعيداً عن موضوع القبول المرهون بالصالح العام، والمنفعة الجمعية، وتكافؤ الفرص في حدود التنافس الرياضي الشريف تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار .. لقد أصبحت الأمور مدهشة تماماً، وتدار تحت نطاق اللا مألوف، وكم من القضايا الصادمة في هذا الإطار نشاهدها ونعيشها بتفاصيل يصعب الإلمام بها تحت أي ظروف ، وهذا ما زاد من حالة التخلف والتراجع على صعيد المنافسة والمستوى، وحتى البنى التحتية ومقتضيات الأخلاق وواجبها الملزم، الذي انطلقت منه.

حالة الصدام الرياضي في المجتمع التي طالت المنشآت الرياضية في أبين ونادي خنفر تحديداً .. فبعد أن كانت هذه الحالة تحدث في إطار البسط والاستحواذ والادعاء، رغم رفضها مطلقاً، وعدم القبول بها، إلا أنها أفرزت لاحقاً ظواهر أخرى كالصدام والترويع في أفق لا يتصور المتابع أنه يحدث في وسط رياضي، والحقيقة أنه وبعد هذا التمهيد وإن كان نظرياً ومطولاً .. يأتي من قبل كاتبه بهدف التعميم، بعد الابتعاد الاختياري عن هذا الوسط الحميم، لأن مسلمات التفاعل وقناعة التواجد، وإن كانت طوعية باختيار شخصي لم تعد اليوم تتوافق مع ما نراه بأعيننا ونلمسه بأنفسنا في ضوء الخصوصية الرياضية التي ألفناها وانطلقنا منها .

نعم هذا لا يعني أن وجهة نظر صاحبها هي الصواب .. ولكن السعي من ورائها إدراكه، فمثلاً إلى اليوم لم يقف المتابع والرائي إلى أية نتائج ملموسة من مسح الهوية الرياضية للكيان الرياضي الثقافي، الذي كان يعرف بنادي خنفر، وهذه إشكالية أخرى تقودنا إلى سؤال مفاده رغم الاختلاف على فحواه : هل إقرار هذه الحالة الناتجة يتطلب الرضا بالحاصل .. وهل إعادة ما كان قائماً سبيل يصعب تحقيقه، ورغم أن القضية قد صارت الآن لوغاريثمات خارجة عن جيوب التمام، وإن كانت لها علاقة بجيوب أخرى ربما لا نعرفها .. والحقيقة أنه وبعيداً عن غمط حقوق الناس إذا كانت شرعية، فإن القضية إذا استطالت بمثل هذا التهاون المرفوض والمواقف المتزعزعة ستقود إلى التفريط بصرح رياضي اجتماعي تحت غاية الهدم التي لا تعرف البناء ولا الثبات، فما بالك والصدام مجاني وبدوافع لا أخلاقية، وانتصاراً للموضوعية فإن الطرفين محل النزاع رغم تواصلية الحوار بينهما، إلا أنه قد ضاع وسط موجة الصدام المشوه لآلية الحوار القائمة، وهو ما يجعل المأساة الحاصلة أكثر فظاعة..وبالرغم أن هذه الإيضاحات تظل حقائق عائمة وسط هالة التكتم التي تسيطر على مفاصل الأطر الرياضية التي طرقنا أبوابها سواء أكانت رسمية أو أهلية، إلا أن دعوة الأنصار والمحبين لهذا الصرح العريق والذين يتمنون بأن لا تكون راية التسليم هي الخفاقة، لأن طبيعتها الظاهرة قد أودت بحقوق سابقة، قوضت الدعائم القائمة للصرح الذي كان ولن نقول هوى بإذن الله .. والغريب في هذا الأمر سمة الاعتقاد بأن أية اجتهادات في هذا الأمر هي من قبيل تحصيل الحاصل، طالما ولن تغير في الأمر شيئاً أو ستعيد الأمور إلى ما كانت عليه، طالما والكل يتخذ ضد هذا النادي مواقف معادية لاتعرف دوافعها ولا أسبابها، ومن كان له موقف فليظهره الآن، وهي دعوة مخلصة وإن بدت خشنة لكل من سيجسد به شرف الفضيلة في سبيل الحقيقة، لتأصيل الأخلاق في وسط تشوبه حالة اللا أخلاق تحت فرض فرص الهيمنة، وإقرار حالة اللا منطق .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى