شامة على خد الزمن

> «الأيام الريــاضـي» آزال مجاهد:

> لمدينة عدن خصوصية متفردة لدى جميع المهتمين بتاريخ الرياضة اليمنية، فعلاوة عن كونها المدينة التي كانت شاهدة على أولى تجارب (دحرجة) كرة القماش كبداية فعلية لممارسة لعبة كرة القدم منذ بدايات القرن التاسع عشر، كانت عدن مهداً حقيقياً ومنارة رائدة رياضياً، وصورة استثنائية شكلت وميضاً متدفقا انبثق من خلاله تاريخ الرياضة اليمنية بشكل عام.

عدن مهد الرياضة اليمنية أصبحت تتوسل الإنجازات في مختلف المجالات، ونخص منها -على سبيل الذكر وبعيدا عن الحصر- المجال الرياضي..وعلى اعتبار أننا عشقنا الرياضة ونهلنا من إرث هذه المدينة العتيق ماجعلنا نفرد مساحات واسعة للرياضة في مخيلتنا نسعى من خلالها لإشباع شغفنا الرياضي، فالمتابع للمرحلة الحالية التي تعيشها الرياضة العدنية يجد بأنها تعيش مرحلة فقدان الذات منذ سنوات ليست بالقصيرة، فالأندية العدنية انحدرت نحو الهاوية رويدا رويدا بدءاً (بمينائها) ومروراً (بجبلها) تلته (وحدتها) ومن ثم (شعلتها) وتواصلاً (بتلالها)، خمسة أندية سقطت بطرق مختلفة وبِأشكال متنوعة، وإن اختلفت عوامل السقوط أو الانحدار ما بين سقوط (حر) اضطراري، وسقوط (إجباري) مدوي ،لأن هذه الأندية لم تجد من يسمي عليها، ولا على تاريخها المشرف بعدما كانت صرحاً من خيال (فهوى) مثلما رددت وتغنت منذ عقود ونيف مضت كوكب الشرق السيدة (أم كلثوم).

ارتبطت هذه الأندية منذ فجر تأسيسها بالألعاب الرياضية المختلفة وأصبح لكل ناد منها أبطاله المتوجون، ليس في كرة القدم فحسب، ولا على الصعيد السلوي كذلك، بل على مستوى جميع الألعاب المصاحبة: كرة الطاولة، كرة الطائرة، الملاكمة، الشطرنج، والألعاب القتالية بمسمياتها المختلفة وغيرها من الألعاب التي سقطت هي الأخرى سهواً، كما يبدو من بين سطور روزنامة هذه الأندية،فسقط معها التاريخ منذ ذلك الوقت، وبشكل سلس اتجهت بعض هذه الأندية نحو المصير المحتوم نحو سكة (اللي يروح ما يرجعش) إلى أن تلاشت الإنجازات وتمحورت الاهتمامات وتقزمت الهامات الباسقات وانحنت وانكسرت الأماني والطموحات في محراب (التمني)، وأصبحت عدن من (مهد) للكرة اليمنية والرياضة بشكل عام إلى (لحد) للإنجازات التي تمثل القليل اليسير من الإشراقات الرياضية المتعثرة بحضورها يوماً وغيابها سنة، والتي -ولعمري- لا تتناسب مطلقاً مع المكانة التي تحتلها وما تمثله هذه المدينة للرياضة والرياضيين في مختلف أرجاء الجمهورية.

أتمنى من كل قلبي وجوارحي أن تعود هذه المدينة لواجهة الأحداث الرياضية كما كانت عليه سابقاً، ولأن من مصلحة الرياضة اليمنية أن تعود (عدن) إلى الواجهة بصورة مشرقة، كما اعتدنا وفي انتظار الفرج ولعله قريب -بإذن الله تعالى- ستبقى رغم ذلك عدن (شامة) على خد الزمن .. ويسعد صباحك يا يمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى